آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب جمال
عن الكاتب :
كاتب وناشط كويتي

قرار المعتوه ترامب


عبدالوهاب جابر جمال

بعد سنوات طويلة من وجود قرار أمريكي خرج من الكونغرس بعام 1995 لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وللاعتراف الرسمي بالقدس كعاصمة للكيان الغاصب، وبعد رفض رؤساء أمريكا السابقين وعدم جرأتهم لتوقيع هذا القرار ظهر الرئيس الأحمق دونالد ترامب ووقع رسمياً وأمر بنقل السفارة فوراً للقدس .

وعلى الرغم من مخالفة هذا القرار للقانون رقم 478 من القانون الدولي الصادر في عام 1980 والذي يعتبر القدس أرض محتلة ويجب على جميع الدول سحب سفاراتها منها !، إلا أن هذا القرار غير مستغرب على هذا الرئيس المعتوه، خصوصاً وأنه أعلن ذلك في حملته الانتخابية، وعبر أكثر من مرة في خطاباته عن انحيازه لهذا الكيان اللقيط .

إلا أن هذا القرار المشؤوم انعكس بشكل مغاير وعلى عكس ما أراده ترامب في كافة الأصعدة فعلى الصعيد الأمريكي فقد أدى هذا القرار إلى :

-  عزل أمريكا سياسياً ، فلم تستطع أن تجد ناصراً لها حتى من قبل الدول الأوربية مما سيجعل أمريكا تفقد مكانتها لديهم أكثر .

- انكشاف التحيز الأمريكي للكيان الصهيوني في الداخل والخارج بعد أن كانت "تدعي" أنها حامية السلام وراعية السلم بين فلسطين والكيان الغاصب وهذا القرار جعلها تنزع هذا الثوب ليظهر ثوبها الملطخ بالدماء .

- رفض روسيا لهذا القرار علناً سيزيد من تقليص نفوذ أمريكا وانهيار معادلة القطب الواحد ويساهم بقوة على نمو معادلة القطبين ويدفع العرب والمسلمين أكثر تجاه الروس .

- سيصبح هذا القرار وما يتبعه من أحداث "مادة دسمة" للحزب المنافس في الانتخابات الرئاسية القادمة (بعد سنوات) وسيصبح أحد العوامل القوية لسقوط ترامب وحزبه .
- وغيرها الكثير .

وأما على الصعيد الإسلامي والعربي فقد أدى هذا القرار إلى :

- اتحاد الشعوب الإسلامية من جديد والوقوف صفاً واحداً  ضد هذا القرار المشؤوم .

- توجه قوى وحركات المقاومة نحو فلسطين بشتى أنواع الدعم المباشر وغير المباشر للمقاومة الفلسطينية بكافة تشكيلاتها خصوصاً بعد خروجهم من معركتهم ضد التكفير منتصرين .

-  إحياء الغيرة والحمية العربية لدى الشعوب لمواجهة العدو، وسيجعل هذا الأمر الأنظمة العربية المطبعة والمهادنة للعدو أن تذعن لشعوبها الرافضة للعدو .

- إعادة القضية الفلسطينية للوجدان العربي من جديد ، وخروج الشعوب للشوارع في أغلب البلدان العربية منددة لهذا القرار  بل رافضة لوجود هذا الكيان الغاصب من جذوره مما جعلنا نرى علم فلسطين يرفرف في شتى عواصم العالم .

ويكفي هذه الحماقة أنها أرجعت مشروع التطبيع (الذي كان يسير في الفترة السابقة لصالح العدو الصهيوني) أميال للوراء ، بل وسيساهم بصورة أكبر و أسرع لإزالة "إسرائيل" من الوجود .

فلذلك يجب اليوم على الشعوب (وأعول هنا على الشعوب) استغلال هذا القرار الأحمق لصالحها وصالح الأمة إعلامياً وسياسياً للضغط على حكوماتها لنصرة هذه القضية التي نسيها أو تناساها البعض متعمداً، بسبب المشاريع الصهيو أمريكية وانشغالها بمعارك جانبية هنا وهناك، وأن يبادر ويستمر الشعب الفلسطيني بانتفاضته التي ستهزم "إسرائيل" حتماً  لننتقل من الهزيمة و الحماقة إلى النصر المؤزر .

أضيف بتاريخ :2017/12/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد