آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فوزي بن يونس بن حديد
عن الكاتب :
كاتب

ما يجري في إيران ليس ثورة بل مؤامرة


فوزي بن يونس بن حديد

إذا أردنا أن نفهم الاحتجاجات في إيران اليوم، علينا أن نرجع قليلا إلى الوراء ونسترجع وعيد ابن سلمان لإيران، عندما صرّح بأنه سيجعل إيران تحترق من الداخل، وقال لأجعلنّها نارا من تحت رماد، وتلك هي أيضا خطّة أمريكا والكيان الصهيوني منذ أن وضع ترامب قدمه في البيت الأبيض رئيسا، والخطة مرسومة  من قبل الكيان الصهيوني منذ زمن،  غير أن تنفيذها تأخر إلى اليوم، فما يجري في إيران ليس ثورة كما زعم البعض، بل هو مواصلة لمؤامرة تفتيت دول العالم الإسلامي دولة دولة، عبر ما يسمى بالتدمير الداخلي أو الاحتراق الذاتي، تهييج المجتمع من خلال نبرات الحرية والكرامة ومن خلال أن النظام فاسد وعلى الإيرانيين أن ينتفضوا ضد حكامهم حتى ينالوا هذه الحرية.

إذا كان الإيرانيون جادين، عليهم أن يعتبِروا من دول تدخّلت فيها أمريكا والكيان الصهيوني بزعم الحرية والكرامة، لأن هذه الكيانات الثلاثة الأمريكي والصهيوني والسعودي عاثوا فيها فسادا، ونهبوا ثرواتها جهارا ونهارا، ولم يعبؤوا ولم يقدموا اعتذارا، بل واصلوا همجيتهم وعنجهيتهم في دول أخرى، وقد تحطّمت رؤيتهم في سوريا وستتحطم في إيران أيضا إن أرادوا بها سوءا، والغريب أن هناك من المسلمين من يتشفّى بهذا الجرم وما يحدث لإيران، فأين نحن من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” وأين نحن من قوله تعالى : “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”؟ من زرع الكره في قلوب المسلمين؟ لماذا يحقد المسلم على أخيه المسلم؟ ألم يسمعوا أن المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه؟ فما بالك اليوم يتآمر المسلم على المسلم ويتحالف مع العدو.

إن ما يجري في إيران ليس ثورة ولا انتفاضة، بل هو محاولة لزعزعة أمن إيران، ومحاولة صرف نظر المسلمين عن قضيتهم الأولى مرة أخرى، حتى يعبث الصهاينة بالقدس الشريف، وهاهم اليوم يصدرون القوانين تلو القوانين من أجل تهويد القدس الشريف، دون مفاوضات بل بالقوة المعهودة والمفرطة التي لا يدينها المجتمع الدولي ولا مجلس حقوق الإنسان، الذي بدأ يتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان في إيران، فلماذا لا يعقد الجلسات حول اليمن وليبيا والصومال والسودان وفلسطين وغيرها من البلدان التي تعاني فعلا من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

إنها بشاعة الامبريالية والصهيونية، إنها الوجه القبيح في العالم الذي تحالف معه ابن سلمان الذي تعد بلاده من أكبر البلدان العربية والإسلامية نفوذا، هاهي اليوم تغرق في علاقة لا تعرف نتائجها  على المدى البعيد، وها هي اليوم تسلم مفتاح العالم الإسلامي لترامب ونتنياهو، تعادي جاراتها وتسارع إلى إرضاء أعدائها، لم يفعل ذلك سابقوه رغم ما فعلوه، ولكنه يمضي بخطى متسارعة نحو الهلاك كما يبدو، فمن يحفر جُبّا لأخيه لا بد أن يقع فيه، والسعودية اليوم ليست يمنأى عما يحدث في إيران وغيرها من البلدان وأن الدور عليها قادم لا محالة اليوم أو غدا.

لا يفكر ابن سلمان أنه بمأمن، لأن الأمريكيين والصهاينة معروفون بالغدر والخيانة، فعندما تحين الفرصة وتغلب المصلحة لن يترك ترامب ولا نتنياهو ولا غيرهما ولا من يأتي بعدهما هذه الغنيمة الكبيرة في نظرهم، ولكن عليه أن يستعد أولا لردّ إيران التي توعدت هي الأخرى السعودية برد مناسب كما قالت، كيف سيكون الرد؟ وعلى أي أساس سيكون؟ كما أن روسيا الحليف الاستراتيجي لإيران لن تترك إيران تغرق في بحر الاحتجاجات والانقسامات بل ستتدخل عندما ترى أن حليفها يخسر، بل ستدعمها بكل قوة، وستتبخّر مرة أخرى أحلام ترامب ونتنياهو في الشرق الأوسط كما تبخّرت في سوريا من قبل.

وتبقى تركيا في الجانب الآخر تنتظر ما ستسفر عنه التحركات الحكومية في إيران، لأنها تخشى أن تتعرض ما تعرضت له إيران بعد الخلاف الحاد بينها وبين الإمارات، ومحاولة ابن زايد أن يُرغم أنف أردوغان في التراب، كلها تحركات خطيرة تجلب المنطقة إلى مزيد من اشتعال النيران، إذا لم يتم احتواء ما يجري في إيران، فلا شيء مضمون إلى حد الآن.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/01/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد