آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صالح السيد باقر
عن الكاتب :
كاتب إيراني

تشجيع اليمنيين على الهجرة للغرب يسرّع في إنهاء العدوان


صالح السيد باقر

في الوقت الذي لعبت فيه الحكومة التركية دورا سلبيا في تأجيج الأزمة السورية وصب الزيت على نار الحرب فيها، إلا أنها ساهمت في حل هذه الأزمة خاصة وأن الحرب على وشك وضع أوزارها.

لا أدري أن كانت أنقرة تعلم بالنتائج التي ستترتب على فتح حدودها البرية والبحرية أمام السوريين الذين هربوا من جحيم الحرب ولجأوا إلى تركيا، ليهاجروا إلى الدول الأوروبية، أم لم تكن تعلم، إلا أن ذلك كان أحد العوامل الرئيسية في انحسار الأزمة السورية.

سأبين كيف أن ذلك ساهم في انحسار الأزمة السورية، ولكن ربما لم تكن أنقرة تعلم أن قرار فتح الحدود سيسهم بشكل كبير في حل الأزمة، وإنما فتحت حدودها وتغاضت عن عبور اللاجئين السوريين لأنها لم تعد قادرة على تحمل المزيد من أعبائهم.

وصول السوريين بأعداد هائلة إلى الدول الأوروبية، قرع جرس الأنذار لدى الغرب وخاصة لدى الدول الأوروبية، لأن الدول الأوروبية تقيم الدنيا ولا تقعدها إذا وصل لاجئون لا يتجاوز عددهم عدد الأصابع إلى بلدانها فما بالكم إذا وصل الآلاف من هؤلاء لبلدانها؟

بدأت الدول الأوروبية تبحث عن الأسباب الرئيسية وراء وصول عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى أراضيها ووصلت إلى قناعة أنها لو لم تسارع في وضع حد للأزمة السورية وإيقاف الحرب فيها فأن أعداد اللاجئين السوريين سيتضاعف بالتأكيد.

هذا لا يعني بالتأكيد أن الجيش السوري وحلفائه المقاتلين وخاصة حزب الله والفصائل العراقية والأفغانية والباكستانية، وكذلك إيران وروسيا لم يكن لها دور في انحسار الأزمة، ولكن إننا هنا بصدد الموقف الغربي وحسب من الأزمة السورية.

إن لم نقل أن الغرب ساهم بشكل عملي في الحرب على سوريا، فمن المؤكد أن الموقف السلبي للغرب وخاصة الولايات المتحدة من الحكومة السورية لعب دورا كبيرا في تأجيج الأزمة في هذا البلد، لذلك عندما تغير الموقف الغربي وبدأ المسؤولون الغربيون يتحدثون عن أن رحيل الرئيس السوري لا يعد من أولوياتهم، بدأت الأزمة تنحسر تدريجيا.

الخطوة الأولى التي أقدم عليها الغرب هي إرغام حلفائهم على تغيير موقفهم والتوقف عن دعم المجرمين والإرهابيين والقتلة الذين لبسوا عباءة المعارضة للنظام السوري، مما أسهم في انحسار الأزمة.

منذ أكثر من ثلاثة أعوام واليمن يشهد عدوانا لم يوفر وسيلة إلا واستخدمها في تدمير هذا البلد، ولم يكتف العدوان في إلقاء ملايين الأطنان من المتفجرات على هذا البلد وتدمير كل مؤسساته ومرافقه وبناه التحتية، بل أوغل في حصاره ومنع الغذاء والدواء عنه فانتشرت المجاعة وتفشت أنواع الأوبئة والأمراض فيه.

على الرغم من إعلان الغرب بأنه ملتزم موقف الحياد من هذا العدوان إلا أن اليمنيين يؤكدون أنه لولا الدعم الغربي وخاصة تقديم المعلومات والاستشارات للعدوان فضلا عن رفده بأنواع الأسلحة والعتاد، لعب دورا كبيرا في تدمير اليمن.

لو سايرنا الغرب وقلنا أنه ليس لديه أي دور في هذا العدوان، غير أن التزامه الصمت تجاه ما يجري في اليمن بحد ذاته من أعظم الجرائم،.
لو كان الغرب بالفعل محايدا في الأزمات فلماذا لم يلتزم الحياد في الأزمة السورية، إننا نرى أن الولايات المتحدة أطلقت نحو 60 صاروخا على مطار الشعيرات السوري، لأنها تعتقد أن الحكومة السورية قصفت خان شيخون بالأسلحة الكيماوية، فلماذا لا يحرك ساكنا أمام مجازر تحالف العدوان ضد المدنيين اليمنيين.

هل هناك مجال للشك في أن تحالف العدوان يرتكب أنواع المجازر ضد المدنيين اليمنيين أم أن الأرقام والإحصائيات التي تنشرها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات الحقوقية المستقلة عن ضحايا تحالف العدوان كاذبة وملفقة ومزورة؟

على اليمنيين أن يسعوا إلى إرغام الغرب على دفع ثمن سكوته أن لم نقل دعمه لجرائم تحالف العدوان على بلادهم، ولعل أحد الوسائل المؤثرة وبشكل مباشر في ذلك هو تشجيع اليمنيين على الهجرة للغرب، لعله يرتدع ويرغم حلفائه على إيقاف عدوانهم ضد هذا البلد.

وسيلة فتح الأبواب أمام المهاجرين من أقوى الأسلحة التي يمكن للدول أن تستخدمها لإحباط الخطط والمشاريع العدوانية ضدها، وسبق لكوبا أن استخدمت هذا السلاح ضد الولايات المتحدة عندما أعلنت أنها بدأت بتنفيذ خطط ومشاريع إسقاط نظام فيدل كاسترو، إلا أن الإدارة الأميركية سرعان ما تراجعت عن ذلك عندما سمحت حكومة هافانا للكوبيين بركوب السفن والقوارب والهجرة إلى الولايات المتحدة عبر البحر.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/01/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد