آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد دلبح
عن الكاتب :
كاتب في صحيفة الأخبار اللبنانية

البيت الأبيض: الديموقراطيون يرهنون بلادنا لملف الهجرة


 محمد دلبح

شهدت عدة مدن تظاهرات نسائية في ذكرى تنصيب ترامب (أ ف ب)

الولايات المتحدة في عطلة إجبارية مؤقتة

دخلت مؤسسات الحكومة الفدرالية الأميركية في شلل مؤقت، في انتظار توافق أعضاء «الكونغرس» الديموقراطيين والجمهوريين على جملة من الملفات العالقة، لإمرار موازنة العام الجديد. وينتظر الأميركيون اليوم انطلاق تصويت جديد، استبق بتهديد البيت الأبيض باستخدام «الخيار النووي»، واتهامه الديموقراطيين برهن البلاد وجيشها وأمنها، لحساب ملف المهاجرين

واشنطن | رغم تزامن بدء توقف مؤسسات الحكومة الفدرالية الأميركية عن العمل، لمناسبة مرور عام كامل على تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، مع العطلة الأسبوعية يومي السبت والأحد، إلا أن البلاد استفاقت أول من أمس، على مفاعيل قرار الوقف الجزئي لخدمات الحكومة الفدرالية بسبب فشل مجلس الشيوخ في إقرار موازنتها لعام 2018 أو حتى التمديد بتمويل مؤقت لمدة أسبوعين. وتجمعت حشود من المتظاهرين أمام مبنى «الكونغرس» ضد سياسات رئيس البيت الأبيض، الذي أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أمس، أن 58 في المئة من الأميركيين غير راضين عن سياساته، وعن الطريقة التي يدير بها شؤون الحكومة الفدرالية.

وينتظر أن يجتمع مجلس الشيوخ مجدداً اليوم، للتصويت على مشروع قانون الميزانية، فيما أعلن ترامب رفضه الرضوخ لمطلب الديموقراطيين بالتراجع عن سياسته الخاصة بالهجرة، إذ طالبه هؤلاء (الديموقراطيون) بأن يتضمن مشروع قانون الموازنة بنداً خاصاً بحماية مئات الآلاف من المهاجرين (غير الشرعيين) القُصّر، من الذين سمح لهم بالبقاء في الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس جورج بوش.

وقد أصدر البيت الأبيض بياناً إثر انتهاء أجل تمويل الحكومة الفدرالية منتصف ليلة الجمعة الماضي، أنحى فيه باللائمة على الأعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ، في عرقلة إقرار الموازنة، مشيراً إلى رفضه التفاوض على ملف المهاجرين.

لا يطاول التعطيل قطاعات الخدمات الأساسية أو الأمن والقضاء والجيش

وقال البيان: «لن نتفاوض على وضع المهاجرين غير الشرعيين في الوقت الذي يحتجز فيه الديموقراطيون مواطنينا الشرعيين رهائن لمطالبهم التي تتسم بالرعونة». أما ترامب، فقد نشر تغريدة عبر صفحته على «تويتر» دعا فيها الجمهوريين إلى «القتال من أجل الجيش والأمن على الحدود». وقال إنهم، أي الديموقراطيين: «يريدون فقط تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادنا من دون رقابة». وأضاف أنه إذا استمر الجمود، ينبغي على الجمهوريين استخدام الخيار النووي لتغيير قواعد مجلس الشيوخ وإمرار مشروع قانون الموازنة بالأغلبية البسيطة، وهو عدد الجمهوريين في مجلس الشيوخ (51 عضواً). وهو أمر يرفضه الديموقراطيون الذين أصرّوا على وجوب حصول مشروع القانون على 60 صوتاً أسوة بالتصويت على معظم مشاريع القوانين، مستخدمين تكتيك التعطيل. كما أن زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أعرب بوضوح عن رفضه اقتراح ترامب.

ويحاول أعضاء مجلس الشيوخ المعتدلون من الجانبين التوصل إلى اتفاق حول ملف الهجرة، على أمل أنه إذا ما تم التوصل إلى اتفاق لتمويل الحكومة لمدة ثلاثة أسابيع، فإن ماكونيل سيدعو المجلس إلى التصويت إلى جانب خطة إنفاق طويلة الأجل. غير أن الديموقراطيين ظلّوا معارضين بشدة لنهج ماكونيل، وغير متأكدين من أنه سيوافق، بسبب رفض الجمهوريين تلبية مطالبهم على موضوع الهجرة، فيما تكون الحكومة مغلقة.

وقال أعضاء مجلس الشيوخ المشاركون في النقاشات، إن هذه الخطة يمكنها أن تشمل تمويل الولايات التي اجتاحتها الأعاصير، وإعادة تفويض برنامج التأمين الصحي للأطفال، واتفاقاً ضمنياً على إجراء تصويت ــ في وقت ما خلال الأسابيع المقبلة ــ حول اتفاق الهجرة، بين الحزبين. غير أن ماكونيل قال إن زعيم الأقلية الديموقراطية في المجلس، تشارلز تشومر «يريد إغلاق الحكومة حتى تنتهي المفاوضات حول موضوع الهجرة غير الشرعية».

وفي إشارة إلى تصعيد الهجوم على الديموقراطيين، فإن هاتف البيت الأبيض يحيل المتصلين إلى تسجيل صوتيّ يقول: «لسوء الحظ لا نستطيع الرد على مكالمتكم اليوم نظراً إلى أن الديموقراطيين في الكونغرس يوقفون تمويل الحكومة، بما فيه تمويل جنودنا وأولويات الأمن القومي الأخرى، الذين هم رهينة لمناقشة الهجرة غير ذات الصلة. وبسبب هذا التعطيل، فإن الحكومة مغلقة».

وكان ترامب قد اجتمع مع تشومر، الجمعة الماضي، الذي أبلغ زملاءه أنه يعتقد بأن ترامب يبدو مستعداً لعقد صفقة حول تمديد تمويل الحكومة مقابل تقديم تنازلات مثل تمويل الجدار على الحدود مع المكسيك. غير أن هذا التفاؤل لم يصمد، إذ قال تشومر إن ترامب تراجع عن ذلك، فيما ادّعى مدير الميزانية في البيت الأبيض، ميك مولفاني، بأن تشومر لم يقدم مثل هذا العرض، وهو ما دفع تشومر إلى الرد بالقول إن مولفاني «لم يذكر الحقيقة، فهو في الأصل لم يكن موجوداً» في اجتماعه مع ترامب.

ويعدّ وقف عمل الحكومة الفدرالية سابقة أولى في عهد يسيطر فيه حزب واحد (الجمهوري) على البيت الأبيض و«الكونغرس» بمجلسيه، النواب والشيوخ، خلافاً لما حدث في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، في تشرين الأول 2013، حين كان الديموقراطيون يسيطرون على البيت الأبيض، فيما يسيطر الجمهوريون على «الكونغرس». غير أن قرار وقف عمل المؤسسات الفدرالية الذي يطال نحو مليون موظف (غير أساسي) بمنحهم إجازة من دون أَجر، لا يطال أجهزة القضاء والأمن القومي والعمليات العسكرية والدبلوماسية والخدمات الأساسية مثل مصلحة الضرائب والتأمينات الاجتماعية وخدمة البريد. وسيؤدي ذلك إلى تعطّل ملايين الموظفين الاتحاديين الآخرين وإغلاق الحدائق العامة والمتاحف الوطنية في العاصمة واشنطن.

وأصدرت وزارة الدفاع (البنتاغون) من جانبها، توجيهات للجيش والمؤسسات التابعة لها، بشأن الإجراءات التي يلزم القيام بها إذا طالت مدة إغلاق الحكومة الفدرالية. كما لفتت نظرهم إلى «عدم القدرة على دفع مرتبات وبدلات العسكريين الذين سيعملون خلال فترة الإغلاق حتى يخصص الكونغرس أموالاً كافية لتعويضهم عن تلك الفترة من الخدمة».

وتزامناً مع ذكرى تنصيب ترامب رئيساً في البيت الأبيض، خرج الآلاف في أنحاء الولايات المتحدة أول من أمس للمشاركة في «مسيرة النساء» الثانية. وتوزعت التظاهرات على كل من نيويورك وواشنطن ولوس أنجلس وشيكاغو، ونحو 250 مدينة أخرى في أنحاء الولايات المتحدة وخارجها. وعلّق ترامب على الاحتجاجات عبر «تويتر»، بالقول إنه «طقس جميل في كل أنحاء بلدنا العظيم. اليوم ملائم تماماً لكل النساء للخروج في مسيرات». وأضاف «اخرجن الآن للاحتفال بالأحداث التاريخية المهمة والنجاح الاقتصادي وصنع الثروة، الذي تحقق على مدى 12 شهراً مضت. أقل معدل لبطالة النساء منذ 18 عاماً».

صحيفة الأخبار اللبنانية

أضيف بتاريخ :2018/01/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد