آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

"تجمع الوحدة" يطالب بـ"الفزعة"!


هاني الفردان

في بيان مقتضب، طالب تجمع الوحدة أعضاء مجلس النواب بالتصويت في جلسة الثلثاء المقبل 23 يناير الجاري، دعما للمقترح المقدم من عدد من نواب المجلس بوقف قرار رفع أسعار البنزين وذلك تعزيزا لدور مجلس النواب وإلزاماً للسلطة التنفيذية بالتوجيهات الملكية السامية بشأن التوافق مع السلطة التشريعية في موضوع إعادة توجيه الدعم إلى مستحقيه.

تجمع الوحدة دعا جميع نواب المجلس بـ”الفزعة” للوقوف صفا واحدا خلف هذا المقترح بهدف إيقاف القرار الذي اتخذته السلطة التنفيذية بشكل أحادي دون تشاور أو اعتبار لدور السلطة التشريعية ودون اتخاذ الترتيبات اللازمة التي تضمن الحفاظ على حقوق المواطنين وعدم المساس بها.

تجمع الوحدة لا زال يعيش مفهوم “الفزعات” حتى في الأمور الصعبة المعقدة، وغاب عنه لعدم إلمامه بإن دعوته للنواب في الفزعة غير مجدية، فلو صوت النواب على مقترح وقف قرار رفع أسعار البنزين، فذلك المقترح غير ملزم أصلاً للحكومة!

تمنينا أن يدعو تجمع الوحدة لفزعة شعبية في مسجد الفاتح للوقوف في وجه الحكومة ورفض القرار، لنرى قدرته وقوته في حشد الشارع ضد الحكومة، ولنفهم أن فزعته من أجل الناس، ولنعرف حجمه وقدرته الآن في خدمة قضايا الناس.

تمنينا من قيادات “الفاتح” والذين بعضهم في مجلس النواب، أن يخرجوا للعلن بدلاً من البيانات أو حتى الصراخ والكلام في مجلس النواب من دون جدوى أو فاعلية.

لماذا يطالب “تجمع الوحدة” النواب بالفزعة، وضد من سيفزع النواب، هل ستكون فزعتهم ضد السلطة في البلد؟ ولماذا ترك التجمع دوره في الفزعات ورمى الكرة في ملعب النواب؟

الناس شبعت من الكلام والبيانات ودغدغة المشاعر، واللعب على وتر العصبيات، وتقاذف المشاكل، فبدلاً من أن يطالب التجمع النواب، عليه أن يستغل قواعده الشعبية التي بلغت “450 ألف” في التحرك والفزعة من جديد.

لعب تجمع الوحدة بالأرقام، واعتقد في عقله اللا واعي أنه يمتلك قاعدةً شعبيةً تصل إلى 450 ألف مواطن تجمّعوا في مسجد الفاتح خلال أحداث فبراير 2011، وأن أعضاء جمعيته بلغوا 300 ألف مواطن! لكن ما أفصحت عنه صناديق الانتخاب في 2014، هو أن هذا التجمع لا يمثل أحداً أبداً من الشارع البحريني، سوى قلة قليلة جداً صوَّتت له وهي التي كشفت عن حقيقة حجمه، فخسر المعركة الإنتخابية وخرج بخفي حنين من كل المشهد السياسي في البلد.

“التجمع” تخلى عن دوره القيادي المزعوم في خلق الفزعات، وعبارته “إن عادوا عدنا” وطلب من النواب “الفزعة” بدلاً عنه، لأنه يعلم أن فزعته السابقة كانت مع الحكومة ضد الناس.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/01/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد