آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

هل أنت فاشل؟!


إبراهيم محمد باداود

البعض يعتقد بأنه فاشل، ويطرح بعض الأدلة من حياته اليومية وتجاربه التي تُؤكِّد ما وصل إليه من استنتاج بأنه فاشل، ولكن الحقيقة غير ذلك، فالفشل مرتبط بأسبابٍ معينة، عندما توجد تلك الأسباب فإنها تؤدي للفشل، ولذلك فإن على مَن يعتقد بأنه فاشل أن يبحث أولًا في الأسباب التي أدت إلى فشله، وأن يستوعبها جيدًا، ويملك العزيمة والإصرار على تغييرها، ثم ينظر بعد ذلك في النتائج، فالبعض يحكم على نفسه بالفشل مبكرًا، فيُفكِّر ويتصرَّف وكأنه فاشل، ولا يضع له أحلام أو طموحات أو أهداف لأنه قد أقنع نفسه بأنه فاشل، ولا يمكنه أن يحصل على شيء منها، فهو لا يثق في قدراته، وهو دائم التفكير في الفشل، ولذلك هو يصل إلى تلك النتيجة.

يفيد المختصون بأن هناك بعض العادات السلبية والممارسات يقوم بها الإنسان في حياته مما تجعله يسير في طريق الفشل، وتتأصل لديه قناعة بأنه فاشل، ومن تلك العادات أنه لا يُقدِّر قيمة الوقت، ولا يحترم المواعيد، فيأتي دائمًا متأخرًا عن موعده، ولا يستطيع أن يلتزم بأي موعد مما يصعب الاعتماد عليه، كما أنه كثير الشكوى والتضجر وحمل الضغائن على الآخرين، وبالرغم من أنه قليل العمل، إلا أنه لا يتوقف عن الاستمرار في المطالبة بمكافأة وأجر إضافي، فهمّه الكسب السريع، حتى لو تطلَّب ذلك الكذب أو التسويف، ومن تلك العادات أن بعض الفاشلين يظهرون أمام الناس بأنهم أصحاب أعمال ومشاغل متعددة، في حين أنه لا يمكنهم إكمال عمل ما، فحياتهم تفتقد إلى التنظيم أو التخطيط، فهم يتركون الظروف تقودهم، والأوهام تتحكم في تصرفاتهم، حتى لو أدى ذلك إلى قطع العلاقات الأسرية، أو الصداقة، أو القيام بممارسات غير قانونية.

بعض الفاشلين تجده متهورًا وطائشًا، لا يبالي بما يقول، ولا يعمل حسابًا لما يعمل، ولا يهتم لردود أفعال من حوله، يُفكِّر دائمًا في نفسه فقط، ولا يهتم بالآخرين، فإذا رأى نجاحًا شكَّك فيه وطعن في حقيقته، وإن رأى فشلًا انتقد أصحابه وألقى باللوم عليهم، لا يعترف بالتغيير أو التطوير أو تجربة أمر جديد أو مختلف، بل استمرار حياته مرتبط بشكلٍ مباشر بسكونه واستقراره، فهو عدو النمو والتطور وأسير القلق والتوتر والتخوف والتردد في تطبيق أي فكرة جديدة أو اقتراح أو حتى التفكير فيه، لا يعرف طريقًا للتفاؤل، ولا يقبل الأعذار من غيره، في حين يتفنن في تقديم الأعذار لنفسه.

الفشل مرض، ولكل مرض علاج، وعلى مَن يجد في نفسه بعض تلك الصفات أن يبادر بالتخلص منها فورًا، وأن يبدأ بإقناع نفسه أنه قادر على تغيير تلك العادات والأسباب التي أدت إلى فشله، فطريق النجاح واسع، وأبواب الأمل مفتوحة، وبالرغم من أن مثل هذه الطرق ليست مفروشة بالورود، إلا أنه مع الإصرار والعزيمة يمكن الوصول.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2018/02/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد