آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله الجميلي
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

شباب يعانون وهيئة لم تلد!!


عبدالله الجميلي

* ما ألاحظه أن المؤتمرات والندوات والملتقيات وورش العمل التي تـزعم دراسة البطالة وحلولها، تقام في معظمها بعيداً عن رأي وصــوت الفئة ذات العلاقـة (أعـني الشباب)، بينما يقوم عليها باحثون يقبضون شهرياً عشرات الألوف من الريالات؛ فهم لايشعرون حقيقة بالأزمة وأَلَـمِـهَــا ومـرارتها؛ ولذا تأتي معظم المخرجات دائرة فــي فـلك التنظير، حبيس الورق!.

* ولذا حاولتُ خلال الأيام الماضية البحث عن رؤية (طائفة من الشباب) للبطالة والـحلول التي يـجدونها للـحَــدّ منها؛ وذلك باقتطاع وقْـت من محاضراتي لمناقشة القضية مع (طُــلابِــي) في الجامعة، وأكثرهم على أبواب التّــخَــرُّج؛ فـلَمست منهم وَعْــيَــاً كبيراً بأبعاد القضية، وأطروحات رائعة يمكن الإفادة منها.

* ومن ذلك إيمانهم بأنّ (الوظائف الحكومية) لايمكن أن تكون الحل، الذي مكانه (القطاع الخاص)، ولاسيما (وبلادنا) مقبلة من خلال التحول الوطني ورؤية 2030م، وخططهما المعلنة على ثـورة صـناعية، واستثمارات واسعة في مجالات عدة؛ بل (بعض الطلبـة) أكّــد بأن العمل في الشركات والمؤسسات الأهلية هــو المستقبل، لما أن فيه تقديراً معنوياً ومالياً للمبدعين، وهو الذي لاتمنحه المؤسسات الحكومية المُـقـيّـدة بأنظمة وإجراءات قد تكون جَــامِــدة وبيروقراطيّـة.

* ومن الحلول التي اقترحها (طــلابي) للبطالة ربط الدراسة الجامعية مباشرة بـسوق العمل من خلال لغة تفاهم واضحة وجَـادّة بين (وزارات التخطيط والعمل والتعليم)، على أن يصحب ذلك حملات تــوعوية في المدارس الثانوية تُوجِّـه الطلاب والطالبات للـمَسَارَات الدراسية التي تتطلبها التنمية، وتتماشَـى مع مواهبهم وميولهم.

* وهناك تخفيض سِــنّ التقاعد للموظفين، وإلغاء أنظمة التمديد والتعاقد، مع الذين وصلوا إليه إلا في أضيق الحدود وفي التخصصات النادرة، ومع الخبرات المتميزة؛ فهذه الخطوة ستفتح أبواب العمل للشباب، لِـيُـفِـيْــد الوطن من نشاطهم وحيويتهم، ومواكبة قُـدراتهم لمتطلبات العصر.

* وكــذا القضاء على الــسّعْودة الوهمية ونطاقاتها؛ فهي مجرد بطالَــة مقنعة، فيها يحصل طائفة من الشباب والشابات الذين كثير منهم ليس في احتياج للوظيفة على مكافأة شهرية بسيطة من صاحب المنشأة مقابل إدراج اسمه في التأمينات الاجتماعية حتى يَـصِــل للنِّـطاق المطلوب، وكان في هذا احتيال واستغلال للنساء ولذوي الاحتياجات الخاصة؛ لما أن توظيفهم يجْلبُ نقاطاً أكثر في تلك النطاقات!

* وما أعجبني جداً من أطروحات (طُــلابي الأعزاء) دعوتهم لإنقاذ الذين تخرجوا في تخصصات لا حظَّ لها في سوق العمل، ومعالجة أوضاعهم؛ وذلك بإلحاقهم بدبلومات أو دورات أو برامج تَـجْـسِـيْــر، تـذبح بطالتهم وتضمن لهم - بفضل الله تعالى - الحياة الكريمة.

* أخيراً (هيئة تولـيد الوظائف ومكافحة البطالَــة)، - مع التقدير لمنسوبيها - إلا أنها ما زالت حتى الآن أَسِــيْــرَة لمصطلحات تنظيرية: (مؤتمرات، دراسات، أبحاث احتضَــان، دعْــم، تقييم...)، فلا أثر لها على أرض الواقع؛ بينما يَـمُـوت شبابنا غـرقاً في مستنقع بطالتهم.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2018/02/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد