آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
كمال خلف
عن الكاتب :
إعلامي وكاتب فلسطيني

الذئب.. والثعلب.. وابن عرس


كمال خلف

الذئب مفترس عجول، والثعلب ماكر خجول ،ومعهم ابن عرس لص دجاج  مهول،  لكنهم من  فصيلة واحدة اختار القدر لهم العيش في  بقعة جرداء قليلة الكلأ والماء ، إلا أن كنزا مدفنونا في باطن الأرض جعلهم أثرياء،  يبددون الثروة بغباء ، فأنفقوا على البناء وقتروا على الأبناء. غرفوا المال بالسطول، وافرغوا العقول، أعطوا من كنزهم الحصة الكبيرة  للغولة الشريرة ، كي تحمي الأرض الجرداء..المليئة بالكنوز السوداء .

وفي أحد الأيام وبينما سكان الغابة نيام ، فكروا في الانتقام من ثلاثة نسور حاولوا  التمرد على سطوة الغولة وحليفها الضبع، الذي احتل بيت السبع  ،النسور حاولت الاتحاد في الزمن الغابر ، وقاومت بشراسة الضبع الكاسر ،  لكن حظهم العاثر ، جعل أحدهم  للغولة مهادن وللضبع مساكن، أما النسر  الثاني فقد شحن ابن عرس والثعلب والذئب الغولة بالأموال لتشن ضده القتال ، فخربت العش وأحرقت الفراخ  الصغيرة ، وتركت النسر مكسور الساقين،مهيض الجناحين ، أما النسر الثالث فلم يكن لهم عدو لدود ، فقد كان معهم ودود، لكنه عدو الضبع وبينهم مشكلة حدود ، وعصي على الغولة  حليفة الضبع الأولى .

الثلاثة عملاء مهمتم دفع المال بسخاء لتنفيذ خطط الضبع والغولة في الغابة المذلولة.

وعلى عجل أرسل الثلاثة  إلى عش النسر الثالث الدود ،  في اليوم الموعود  ،عاثت آلاف الحشرات ببيت النسر خرابا  واقنعوا الدود أن لهم ثوابا   ،فقد أفتى شيخ الحمير أن الديدان تطير بعد أن تقوم بالتفجير في بيت النسر الكافر،  قاتل الحرائر .

أغدق الثلاثة على الدود  بالمال والغذاء والثياب السوداء وزعم الثلاثي أنهم يخدمون معشر النسر  ، وأن الله قد  كلفهم بالأمر .

حاول الثلاثة جاهدين ومن خلفهم الضبع والغولة ، لكن الامر لم يكن بتلك السهولة . وزعق الثعلب بمكبر الصوت ليسمع الغابات.. أن النسر مات . لكن النسور الثلاثة  وان أصابها الوهن بسبب تآمر الأخوة  ألا أنها بقيت تملك القليل من القوة ، وكانت باقي المخلوقات منقسمة فمنهم من  صدق إذاعات الثلاثي الحقود، ومنهم من لم يصدق لكنه فضل القعود . فالسكوت أسلم عن أصحاب المال و إلا طلعوك على الشاشة بلا سروال . فعند زعماء الأرض الجرداء التشهير مثل شرب الماء .

وفي ليلة ظلماء والكل نيام استيقظ الدهماء من أنصار الذئب وابن عرس الأشقياء ،  وفتحوا الإذاعة  للهجوم.. على الثعلب الماكر  الخدوم.  صدم الثعلب بالنار تأتيه من الجوار ، وقال وهو مقهور ويفور ” هل يسقني الذئب وابن عرس من ذات الكأس التي أسقيتها للنسور .. لا بأس ..سألقنهم درس وسأكشف المستور ) .

انقسمت الجماعة واستيقظت الكائنات على حفلة راقصات على الشاشات . فللثعب إذاعة لها سطوة وحظوة  محترفة بنشر الشائعات وشن الحملات و تشويه السمعات.

جمع الثعلب حوله رعية من كل الأجناس ليكونوا له حراس ،بالصوت والصورة والفكر والمشورة ، فجاء إليه من الطير والزواحف ومن خبراء السلاحف . فالمعاركة مع الذئب الشقيق تحتاج إلى النعيق والزعيق والتخطيط العميق ،  فالذئب كبير وإذا غضب خطير .

وبات كل  طرف يتهم الآخر بخدمة الضبع والتآمر على السبع . ولجأ الطرفان إلى الغولة ، ولكنها تظاهرت بأنها مشغولة .

ولكي يحسم الذئب وابن عرس النصر فكروا بجائزة العصر يقدمانها للضبع،  كان العرض يقضي بإقناع السبع بالتنازل عن مملكته للضبع ، وأن يصير الأخير صديقا للطير والحمير وأن ينام في الغابة قرير ، وإنهاء حالة العداء ونسيان انهار الدماء التي سفكها الضبع السمين بحق  أهل الغابة المساكين .

لكن الثعلب المكار يعرف الأسرار ، فهو خبير في خبايا الذئب وأساليب الأشرار ، جمع من ريش النسور الجريح هو صنع ثوبا لبسه لتقديم النصيحة،  ووقف في وسط الغابة ونادى للحضور فجاء إليه الجميع .. وقال في خطاب بعد أن حمد الله الوهاب .. يا معشر الكائنات  هناك خيانة .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/02/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد