آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فوزي بن يونس بن حديد
عن الكاتب :
كاتب

من سيرحل أوّلا؟… نصر الله أم نتنياهو


فوزي بن يونس بن حديد

بعد أن هدّدها بإزالتها من الخريطة ومن الوجود، وبعد أن بثّ الرعب في صفوف اليهود والمستوطنين اختارت دولة الاحتلال أن تتبع سياسة الاغتيال والتهديد، وهي سياسة تتبعها الدولة العنصرية الصهيونية منذ قديم الزمان، وباتت هذه الدولة تبحث عن مخارج مؤلمة للقضاء على السيد حسن نصر الله لإسكات صوت حزب الله، فخصصت مجموعة من صناديدها سواء من الموساد أو الشاباك لجمع المعلومات وتعقب تحركات نصر الله لبحث خطة لاغتياله وتصفيته، وهو أمر يدعو للسخرية والاستهزاء، لأن السيد حسن نصر الله لديه من الإيمان القوي ما يجعله لا يهاب هذه التهديدات ولا هذه التصريحات.

وليست المرة الأولى التي تهدد فيها إسرائيل نصر الله فقد سبق ذلك عدة مرّات ولم تفلح، لأن هذه الدولة المعتدية والعنصرية لا تبحث إلا عن إراقة الدماء وعن الاعتداء، متخطية كل الخطوط الحمراء، تتخذ القرار الذي تريده وتنفذه حسبما تريده، فقد سبق أن هددت ياسر عرفات واغتالته بسمّ في وضح النهار، وقامت بعدة عمليات واغتالت المجاهدين من حماس كالشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والعماد مغنية وغيرهم كثير سواء في فلسطين أو في سوريا أو في تونس، تخترق أمن هذه البلدان وتنفّذ عملياتها بكل حرية وإتقان، ولا يقف في وجهها أي أمني أو شرطي أو أي مخابرات، لكن هذه المرة مختلفة إنها تبحث عن رجل له وزن كبير في المجتمعات ومحصّن من كل الجهات ويؤمن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فكل ما قدّره المولى يؤمن به نصر الله.

ولكن لو حدث وقامت دولة الاحتلال بهذه المحاولة والمغامرة شديدة الخطورة فإن زوالها يبدو أكيدا وقريبا، إذ سينتفض حزب الله بأكمله ومن ورائه إيران وسيجثم الجميع ويحكم قبضته على الدولة المحتلة شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، ولن يهدأ أحدهم إلا بعد القضاء نهائيا على كل صهيوني في إسرائيل حتى لو سالت في سبيل ذلك دماء كثيرة، لأن نصر الله رمز من رموز الجهاد ضد العدوان الصهيوني وقائد لكل منضمّي حزب الله، فمحاولة التفكير في اغتيال هذه الشخصية يعني ذلك ثورة عظيمة وعارمة على الوجود الصهيوني وإنهاء كلي لوجود دولة الاحتلال في المنطقة فهل ستفعلها إسرائيل وتقْدم على هذه الفعلة المجنونة؟

أما نتنياهو الذي يفخر بعلاقته الجيدة مع ترامب ويتفاخر بها أمام وسائل الإعلام المختلفة فتنتظره مفاجآت بعد عودته من واشنطن، فملف التحقيق معه متواصل، وتظهر يوما بعد يوم حقائق جديدة على الأرض، وبالأمس القريب أعلنت الصحف في إسرائيل أن أقرب مستشاريه صار شاهدا عليه وعلى زوجته التي تبدو أنها أكثر فسادا منه وتحرض زوجها على الفساد ولها سلطة خفية تمارسها على نتنياهو نفسه، شبهات فساد تحولت في الأيام القليلة الماضية إلى أكبر الفاسدين في إسرائيل الدولة الديمقراطية المزعومة، لكن الغريب في الأمر أن نتنياهو يصرّ على بقائه في السلطة ولا يعترف بهذه التهم الموجّهة إليه لأن مشروعه لم يكتمل ويعتمد في بقائه على المساندة الشعبية التي رأت فيه البطل القومي الصهيوني الذي استطاع أن يقنع الإدارة الأمريكية الحالية التي تتعرض هي الأخرى لتحقيقات في شبهات فساد وقضايا أخلاقية بأن تنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، ومواصلته المستمرة لاستفزاز الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان ونهب المزيد من الأراضي الفلسطينية.

اليوم أو غدا سينتحر نتنياهو سياسيا، وسينتهي من عالم السياسة، وسيقف أمام المحقق ذليلا كما وقف قبله أولمرت وغيره، وليس لنتنياهو إلا الاعتراف بالحقيقة ونيل جزائه والخروج ذليلا من الحكومة التي شكلها وبالتالي إجراء انتخابات جديدة. لكن الذي نحن متأكدون منه أن الصهاينة كلهم فاسدون بل كلهم محترفون في الفساد، لذلك ترك أغلبهم المنصب إما بلائحة فساد مالي أو لائحة فساد أخلاقي أو بكليهما وهو ما ينتظر نتنياهو في الطريق حتما بإذن الله تعالى، لتنتهي أسطورة نتنياهو وربما تتغير الظروف ويتغير قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ويصبح لاغيا غير فاعل ولا قيمة له وتبقى القدس الشريف عاصمة أبدية لفلسطين.

يعتقد نتنياهو أنه سيبقى وأن نصر الله سيرحل، لكن الواقع يبدو غير ذلك، والأيام القادمة تثبت أن الذي يسير على الحافة لابد أن يقع مهما بدت مهاراته فائقة.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/03/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد