آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
معن حمية
عن الكاتب :
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

بيان اجتماع أستانة وتصريح جاويش أوغلو... تركيا تدين نفسها وممارساتها العدوانية


معن حمية

البيان الذي صدر في ختام اجتماع أستانة أمس بين وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران محمد جواد ظريف وتركيا مولود جاويش أوغلو، أكد مواصلة التعاون من أجل القضاء النهائي على تنظيمي «داعش» و «النصرة» الإرهابيين وسائر الأفراد والجماعات والمؤسسات والمنظمات المرتبطة بـ «القاعدة» أو «داعش». كما أكد الالتزام الثابت والدائم بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها وأنّ أيّ إجراء من أيّ جهة كانت يجب ألا يتسبّب بتقويض هذه المبادئ التي أكدت عليها القرارات الدولية ومؤتمر الحوار الوطني السوري ـ السوري في سوتشي.

وإلى بيان وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، وهي الدول الضامنة لعملية أستانة، أعلن وزير خارجية تركيا أنّ بلاده «حريصة على تطبيق نظام وقف الأعمال القتالية في سورية ووقف جرائم التنظيمات الإرهابية»!

واضح من بيان اجتماع أستانة وتصريحات جاويش أوغلو، بأنّ تركيا تدين نفسها، لدورها الإجرامي في دعم الإرهاب وتسليحه وتوفير الممرات للإرهابيين الذين عاثوا قتلاً وإجراماً وتدميراً في سورية منذ سبع سنوات وحتى اليوم. وهي أيضا تدين نفسها، لأنها تنفذ عدواناً إرهابياً على مدينة عفرين السورية، حيث ترتكب مجازر بحق أهلها، ضاربة عرض الحائط قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، ومنتهكة السيادة السورية.

إنّ موافقة وزير خارجية تركيا على بيان اجتماع أستانة أمس، تشكل إدانة صريحة للهجوم التركي على مدينة عفرين وللدعم الذي تقدّمه أنقرة للمجموعات الإرهابية، ولكلّ أشكال التنسيق التركي مع المجموعات التي تتبع جبهة النصرة الإرهابية في مدينة إدلب. وهو تنسيق مكشوف لا يستطيع الأتراك نكرانه، خصوصاً بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن توسيع نقاط المراقبة في إدلب، علماً أنّ هذا الأمر لا يتمّ من دون موافقة الإرهابيين هناك.

بيان اجتماع أستانة أمس ، انطوى على مضمون مهمّ، فهو في فقراته وسياقاته يدين رعاة الإرهاب وتركيا واحدة من الدول الراعية للإرهاب وهي بممارساتها العدوانية تجاه سورية، تؤكد أنّها لا تزال في المربع العدواني ذاته، وأنّ استمرار مشاركتها في مسار أستانة هو تعبير عن حالة انفصامية تهدف من خلالها لمحاكاة حليفها الأميركي من أجل الحصول على جائزة ترضية في منطقة شرق الفرات، وهذا ما أعلنه أردوغان أمس، مؤكداً انفتاح أنقرة على جميع عروض التعاون مع الأميركي المتعلقة بمدينة منبج السورية!

لا شكّ في أنّ تركيا تمارس دوراً خطيراً، وهي تراوغ في السياسة، وتستظلّ التصعيد الغربي ضدّ سورية لتواصل عدوانها على عفرين، لتحقيق أهداف مشتركة مع الولايات المتحدة، غير أنّ حسابات تركيا التي لم تصحّ في حلب، لن تصحّ في عفرين، رغم ما ترتكب من مجازر وما تُحدِث من دمار.

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2018/03/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد