آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
زين العابدين عثمان
عن الكاتب :
كاتب لدى مركز للدراسات

إبعاد وانعكاسات “تعاظم الصواريخ اليمنية” على الخارطة السياسية والعسكرية


زين العابدين عثمان

مع اقتراب دخول الحرب الذي أشعلها التحالف السعودي الأمريكي على اليمن  لعامها الرابع بدأت تجليات الهزيمة المتوقعة لهذا التحالف تتباين وتظهر على السطح بشكل دراماتيكي، حيث أن الأحداث الأخيرة التي جرت خلال العام 2017 المنصرم وبداية عام 2018 كانت أحداث مفصليه للغاية تصدرتها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية ،. حيث استطاع الأخير من خلالها أن يثب وثبات سريعة ليخطف الأضواء والمبادرة من قوات السعودية وحلفاءها سواءا على مستوى الجبهات الخارجية (بالحدود مع المملكة ) أو الجبهات الداخلية باليمن وما عزز من هذا الصعيد هي القوة الصاروخية اليمنية التي اكتسحت الساحة الجيوسياسية لتقطع أخر أوردة آمال الرياض في تحقيق أهدافها المنشودة بالعدوان على اليمن من جهة ،وتضع معادلة إستراتيجية تهدد الأمن القومي والاقتصادي للمملكة من جهة أخرى .

في ظل الحملة العسكرية التي شنها التحالف السعودي على اليمن بشهر مارس 2015 م ظهرت القدرات الصاروخية اليمنية بشكل ملحوظ وبدأت تأخذ صعيدا استراتيجيا مع مرور الأشهر ال30 الماضية حتى وصلت إلى مرحله التصنيع –التطوير ثم الإنتاج العسكري في هذا القطاع الهام ابتداء بالصواريخ القصيرة المدى (زلزال1و2 -وصواريخ الصرخة ) ثم الصواريخ الباليستية متوسطة المدى كمنظومات (قاهر  1 و2 وزالزال 3 ) وصولا إلى تطوير صواريخ بعيدة المدى الباليستية  والتي قصفت أهدافا حيوية بعاصمتي  السعودية والإمارات مؤخرا كمنظومات (بركان 1 وبركان H2  والمنظومة الجديدة من صواريخ كروز الإستراتيجية) ، ومن هذا الصعيد المهم واللافت لاتزال القوة الصاروخية اليمنية تزيح الستار عن منظومات جديدة كان آخرها صواريخ بدر- 1  التي كشف عنها اليوم بعد أن استهدفت فرع شركة أرامكو في منطقه نجران .

التداعيات والأبعاد السياسية والميدانية للصواريخ اليمنية هي التي تصدرت المشهد والأحداث  بالسعودية وبالأخص بعد أن ظهر الفشل المدوي للنظام الدفاعي الباتريوت ووصول هذه الصواريخ إلى مناطق حساسة داخل العاصمة الرياض حيث أتى على لسان المتحدث الرسمي باسم التحالف السعودي (تركي بن صالح) الذي أدلى بتصريح سابق  عبر عن حجم التداعيات والرعب التي باتت تشكله الصواريخ اليمنية سياسيا وعسكريا وأمنيا على المملكة  حيث وصفها بأنها « بدأت تمثل تهديدا ماحقا  وخطرا على الأمن القومي السعودي خصوصا والأمن الإقليمي بشكل عام» و مستطردا بأن أعداد الصواريخ الذي قصفت أراضي بالمملكة وصلت إلى 95 صاروخا باليستيا مابين متوسط إلى بعيد المدى ومدعيا بأن هذا العدد أصبح من الحماقة السكوت عليه ،فيما النظام السعودي الذي بات يعاني جنون البقر جراء هذه التداعيات حاول أن يستقطب المجتمع الدولي وحلفاءه إلى إدانة هذه الصواريخ واستصدار مواقف دوليه ووضع إجراءات للحد من هذا الخطر المتفاقم في جلسات متتابعة بمجلس الأمن.

أخيرا

 لانستطيع القول سوى بأن السعودية وحلفاءها باتت هزيمتهم واضحة باليمن وهناك من الدلالات السمع -بصريه  ما تثبت ذلك ومن ضمنها ترجل النظام السعودي المشهد العسكري نظرا لاستحالته وزيارات ولي العهد بن سلمان  الأخيرة لكلا من لندن وواشنطن كانت من أجل إسناد وحماية المملكة من تداعيات الحرب على اليمن،،

فيما القوات اليمنية التي بدأت ترسم الخطوط العريضة للمرحلة القادمة تسعى في الوقت نفسه إلى امتلاك ترسانة دفاعية لاتقف عند سقف أو حد وكشفها الستار عن منظومات صواريخ جديدة دليل حي عن الجهود الحثيثة التي تبذل إزاء ذلك …

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/03/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد