آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مصطفى الصراف
عن الكاتب :
كاتب كويتي

تخفيف التوتُّر في المنطقة


مصطفى الصراف

منذ بداية الحراك السياسي الذي أطلق عليه «الربيع العربي»، سادت المنطقة العربية التوترات السياسية وأخذت تتصاعد، لا سيما بعد وصولها إلى سوريا وتحولها إلى ساحة حرب دولية، وقد رافق هذه الأحداث توجه من دول المنطقة لشراء السلاح ورميه في ساحة المعركة، حتى تجاوز ما أنفق على شراء السلاح مئات المليارات، ثم بدأت أسعار النفط في الهبوط، مما أدى إلى عجز في ميزانيات الدول النفطية، وفي مثل هذا الوضع سيؤدى ذلك إلى وقف مجرد التفكير في إقامة مشاريع تنموية جديدة، أملاً في تغطية المشاريع تحت الإنشاء، ولا شك في أن وضع كهذا أقل ما يطلق عليه أننا ذاهبون إلى كارثة أو مجموعة كوارث اقتصادية واجتماعية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن عوامل التوتر ما زالت في تصاعد، لا سيما في محاولات البعض إدخال المنطقة في الأحلاف والحروب الطائفية والمذهبية، بدلاً من العمل على إيجاد الوسائل للتخفيف من هذه التوترات.

إن المبادرة التي يقوم بها نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني لتخفيف التوتر بين المملكة العربية السعودية وبين جمهورية إيران الإسلامية جاءت في وقتها، ونتمنى لها التوفيق، لأنه ما لم تبدأ دول المنطقة ومنذ هذه اللحظة إلى تحكيم العقل والعمل بحرص على نزع فتيل التوتر، فإن المقبل من الأيام لن تكون فيه فرصة للحوار وتهدئة الأوضاع، لا سيما بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية.

فإيران وبعد رفع العقوبات عنها ستخوض حرباً تنافسية في الانفتاح على العالم إذا استمر الموقف العربي ينظر إليها نظرة الريبة والعداء، بينما لو تغيرت النظرة إليها إلى نظرة كونها إحدى دول المنطقة ويهمها إبعاد الكوارث عنها مثلما يهم باقي دول المنطقة، وبدأ فتح جسور التعاون والتفاهم والحوار في إزالة الخلافات والتنسيق الاقتصادي معها، فإن ذلك سيكون مدعاة لإزالة التوترات ووقف الحروب المدمرة التي لم ولن نجنى منها شيئاً سوى الخسارة المادية والبشرية.

إن وقف التوترات والحروب هو البداية لترميم الخراب الذي لحق بدول المنطقة، وليقف سداً دون المزيد من تدهور أسعار البترول الذي سنكون في أقصى حاجة إلى موارده لإعادة البناء وإصلاح الموازين. وعلى وسائل الإعلام أن تدرك هذا الخطر، وأن تعي دورها في هذا الظرف العصيب، وعدم السماح بتمرير ترهات بعض الكتّاب الذين ما زالوا دون إدراك أبعاد هذا التوتر، والكف عن التصعيد الطائفي والعنصري.

القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/01/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد