آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

سعيدون بالاكتشاف النفطي… ولكن!


هاني الفردان

أسعدنا كثيراً من الوهلة الأولى خبر اكتشاف أكبر حقل للنفط في البحرين، وحتى أكدت الجهات الرسمية أن مخزونه يعادل أضعاف مخزون حقل البحرين، أي أننا مقبلون على ثروة مالية كبيرة!

هذا ما ذهب في ظن الكثير من الناس، فالحديث عن خزان نفطي عملاق تحتنا، كالحديث عن منجم من الذهب، ولكنه أسود سيغير حياتنا للأبد!

بعد لحظة من قراءة الخبر تكتشف مفردة تحتاج التأمل، فالكلام عن اكتشاف “نفط صخري” وليس “نفط تقليدي”!

الحديث عن “النفط الصخري” كبير، فقد وصفه تقرير لـ” CNBC عربية”، بأنه “سيف ذو حدين”، وله الكثير من الجوانب السلبية وأهمها تكلفة الإنتاج، والأضرار البيئية الكبيرة التي تواكب عملية تكريره.

يشير التقرير إلى أنه على الرغم من كل التقدم التقني الذي أحرزته أساليب التكسير الهيدروليكي في استخراج النفط الصخري وأدى إلى تخفيض التكلفة من مستوى أعلى من 80 دولارا للبرميل قبل عدة سنوات إلى ما دون 40 دولارا لبعض منتجي الصخري، إلا أن تحديات إنتاج النفط الصخري لا تكمن في تكلفة الإنتاج فقط إنما مخاطر التلوث البيئي المصاحب لعملية الاستخراج.

ففي تقرير حذر مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية الأمريكي (NRDC) من مخاطر إنتاج وقود النقل من النفط الصخري بالإضافة إلى دراسات عديدة أشارت إلى التأثير السلبي من استخراج النفط الصخري على الهواء والماء والأرض حول موقع مشروع الحفر.

مع الاكتشاف، ومع وعود دخول عملية الإنتاج بعد خمس سنوات، فإن أمام البحرين تحديات كبيرة في هذا المجال، وهي تخطي موضوع التكلفة الباهظة لاستخراج النفط الصخري، لكي تتمكن من الاستفادة منه “تجارياً”.

من بين التحديات أيضاً امتلاك التقنيات المتطورة والخبرات والقدرات لتحويل هذا النوع من النفط لمنتج تجاري.

اقتصاديون وخبراء كثر يرون أن “النفط الصخري غير قادر على منافسة النفط التقليدي، وأن الجدوى الاقتصادية للنفط الصخري ليست مجدية في المرحلة الراهنة”.

لا نريد أن نكون “متشائمين”، ولكن أيضاً لا نريد أن نعيش “الأحلام الوردية”، فالمسألة تكتنفها صعوبات كبيرة وتحديات جمة وليست فقط اكتشاف مخزون نفطي.

مع ملاحظة أن العالم يتجه لعصر ما بعد النفط، والبحث عن موارد غير نفطية، فالسؤال كيف ستحول البحرين هذا المخزون الكبير من “النفط الصخري” لمنتج تجاري يدر أموالاً على الموازنة العامة، ولا يستنزفها!

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/04/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد