آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الستار توفيق قاسم
عن الكاتب :
كاتب ومفكر ومحلل سياسي وأكاديمي فلسطيني، ولد في دير الغصون بطولكرم الفلسطينية، وأستاذ العلوم السياسية و الدراسات الفلسطينية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس.

الدعم للجمهورية العربية السورية


عبد الستار قاسم

عندما يقف شياطين الأرض المتمثلين بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة والمملكة السعودية ضد الدولة السورية فمعنى ذلك أن سوريا تقوم بما يجب أن تقوم به، وعندما يقفون معها فإنها تسير في طريق لا يجب أن تسير فيها. الآن تحتشد هذه الشياطين علنا لتنال من الجمهورية العربية السورية. قام الصهاينة بداية بقصف مطار التي فور في حمص، وتبعته التهديدات الأمريكية الترامبية، وأعر ب الملكيون السعوديون عن استعدادهم للتعاون مع الصهاينة ضد سوريا. والوقوف مع الجمهورية العربية السورية في هذه الظروف الصعبة التي تشهد مزيدا من الخراب والتدمير والتهجير وسفك الدماء واجب قومي وليس منة أو مجاملة. سوريا وطن عربي، ومثلما وقف العرب الشرفاء مع كل القضايا العربية، واجبنا الآن أن نقف مع سوريا في وجه الضربات الصهيونية والأمريكية.

عمل الأمريكيون منذ بداية الأحداث في سوريا على تأجيج الوضع من أجل خراب سوريا ودمارها. كان واضحا منذ البدء أنهم لا يرغبون ببقاء الأسد في الحكم، وأنهم لا يريدون حكومة يسيطر عليها الإسلاميون، فكان خيارهم إتباع سياسات تؤدي إلى تدمير سوريا. والمتابع للسلوك الأمريكي في سوريا، يرى أن الأمريكيين عملوا دائما على إبقاء الصراع الدموي الداخلي محتدما من خلال إضعاف القوي أو تقوية الضعيف حتى يبقى الكباش مستمرا. لقد عملوا على إطالة أمد الحرب. وهم يتذرعون الآن بالكيماوي وكأنهم حريصون على الدم السوري. كم قتل الأمريكيون من السوريين بخاصة من الجيش ومن العراقيين وهم يدعون أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان؟ الأمريكيون وأعوانهم من صهاينة وسعوديون لا ثقة بهم، وقد دمروا سوريا كما دمروا العراق واليمن وليبيا. الأمريكيون والصهاينة ومن والاهم من العرب قتلة مجرمون ومصاصو دماء. لقد ناصبوا أهل فلسطين العداء وشردوهم وخربوا ديارهم، وهم مستمرون في معاداتهم وانتهاك حقوقهم وقتل أبنائهم ومصادرة أراضيهم. لا أمان واطمئنان لكل من قتل عربيا أو شرد فلسطينيا أو هدم بيت يمني أو اقتلع خيمة ليبي.

في هذا الحال المتوتر، نحن نقف مع أهلنا السوريين، والمسألة لا تتعلق بالنظام أو المعارضة وإنما بسوريا فقط. فعندما يطل العدو الخارجي برأسه لا نقف مترددين بمواجهته. المواجهة مع العدو الخارجي أولوية لا يبرر التخلي عنها أي مآخذ أو مواقف. نصد العدوان الخارجي أولا، ثم نفتح فيما بيننا الحوار والجدل ولكن دون سلاح قاتل. عكس هذا وقع فيه الفلسطينيون وهم يدفعون ثمنه على مدى سنوات. لقد ضعفوا وذهبت ريحهم إلى حد بعيد لأنهم قدموا نزاعاتهم الداخلية على مواجهة العدو الخارجي الذي هو الكيان الصهيوني.

هناك أزمة داخلية في سوريا لم تصل إلى خواتيمها بعد، لكن لا يجوز لهذه الأزمة أن تدفعنا لمناصرة الاعتداءات الصهيونية والأمريكو-سعودية على الدولة السورية فسوريا جزء لا يتجزأ من أرض الشام والتي هي جزء لا يتجزأ من أرض العرب، وخيرها خيرنا، والشر الذي يقع عليها يقع علينا. ما يفرحها يفرحنا وما يحزنها يحزننا.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/04/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد