آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نبيل نايلي
عن الكاتب :
باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

من الغزوات التويترية إلى العدوان.. سوريا التي تتصدّى لعدوانهم الثلاثي السّافر!


 د. نبيل نايلي

“استخدمنا في الضربة ضعفي الأسلحة التي استخدمناها العام الماضي في الهجوم على مطار الشعيرات، والضربة كانت قوية.. الهدف من الضربة إضعاف القدرات العسكرية السورية على صنع الأسلحة الكيميائية “. جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي.

ما أشبه سوريا الليلة بعراق البارحة! كما أسلفنا وتوقّعنا شنّت قوى البلطجة العالمية والصلف والعنجهية، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر اليوم عدوانا صاروخيا سافرا على سوريا، حيث سقطت عشرات الصواريخ على مناطق عدة في محافظتي دمشق وحمص. عدوان هلّل له واستعجله وطالب به مستجديا من طالب به عارضا خدماته وأمواله وهو الذي يعجز على حسم معركته ضد أفقر بلد عربي!

معزّزا في عدوانه بأربع طائرات بريطانية وطائرتين فرنسيتين، شنّت المقاتلات الأمريكية غارات جوية على مواقع تابعة للجيش العربي السوري، وأطلقوا ما بين 100 و120 صاروخا على مركز للبحوث في دمشق، وموقع للأسلحة الكيميائية قرب حمص.
مصادر عسكرية سورية أفادت أن “العدوان الثلاثي الذي استمر لأقل من ساعة استهدف نحو 10 مواقع في سوريا تركّز معظمها في دمشق وريفها إضافة لحمص وسط البلاد”، مؤكّدة أن “الدفاعات السورية تصدّت للهجوم وأسقطت عددا من الصواريخ”. 71 صاروخا من أصل 103، كما كشفت وزارة الدفاع الروسية.

لم نعوّل ولن نفعل على غير السوريين في تصدّيهم ومقاومتهم للأعداء، ومن يكابر كعادته، فهذا رون بن يشاي، محلّل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET)، يجزم “قبل أنْ “نعرف ما هي نتائج الضربة، يُمكن القول الفصل إنّ سوريا ستستمّر في فعل كلّ ما تشاء، ما دامت تتلقّى الدعم من روسيا، وبالتالي فإنّ ردع سوريا عن طريق الهجوم الثلاثي لن يُحقّق الهدف”! الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا “الذين بالغوا في الحيطة والحذر بسبب خشيتهم من ردّ فعل الرئيس الروسيّ بوتن، مؤكّدًا على استفاقة الدُبّ الروسيّ”، لافتًا في الوقت عينه إلى “أنّ القذائف والصواريخ التي أطلقها الحلفاء ضدّ سوريا لم تكُن ناجعة بالمرّة، وإمكانية ردعهم لسوريا وحلفائها بصعوبة تكاد تصل إلى الصفر”، على حدّ قوله.

100 إلى 120 صاروخا ثم يجزم مجرمو الحروب أنها “اختاروا هذه الأهداف للحدّ من عدد الضحايا بين المدنيين”، أي ضحك على الذقون وأي استبلاه لعقول شباب هذه الأمة نستثني مخابيل وجيوش المتشفّين وطابورهم الخامس الذي يهلّل ويتطوّع بذكر أهداف أخرى وجب قصفها!

كلب ترامب المسعور، كما يلقّب، ووزير دفاعه، جيمس ماتيس، أعلن انتهاء –ما سمّاه-“الضربة الغربية لسوريا، وأنه لا خطط لدى الولايات المتحدة لشنّ هجمات إضافية في الوقت الراهن على هذا البلد”.

رئيسة وزراء بريطانية تيريزا ماي، التي لم تعمل على الحصول على موافقة برلمانية مسبقة، ادّعت مبرّرة عدوانها “أن الغاية من التحاق بلادها بالعدوان على سوريا، “ليست في تغيير الحكومة السورية”، وإنما لـ”ردعها عن إنتاج الأسلحة الكيماوية”! وقالت ماي في بيان مسجّل: “لقد أمرت القوات المسلحة البريطانية بتوجيه ضربات منسقة وهادفة للحدّ من قدرات الأسلحة الكيميائية للنظام السوري وردعه عن استخدامها. نحن نقوم بهذا بالتوازي مع حلفائنا الأمريكيين والفرنسيين”.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد برّر عدوانه ببيان جاء فيه “لا يمكننا التساهل مع الاعتياد على استخدام الأسلحة الكيميائية. الوقائع ومسؤولية النظام السوري ليسا موضع شكّ”..الخط الأحمر الذي حدّدته فرنسا في ماي 2017 تم تجاوزه. لذلك أمرتُ القوات المسلّحة الفرنسية بالتدخّل هذه الليلة في إطار عملية دولية تجري بتحالف مع الولايات المتحدة وبريطانيا وتستهدف الترسانة الكيميائية السرية للنظام السوري”.

نفس الكيمياوي الذي تبيعه السعودية –سيد ماكرون- في أسلحة تدكّ اليمن منذ سنوات ونفس المسؤولية التي لم تثبتها بعد لجنة تحقيق مستقلّة!! نفس التعلاّت والمبرّرات السمجة والجاهزة والتي حوّلت العراق وليبيا إلى الدول الفاشلة!

من يفكّر في الهروب إلى الأمام من فضائحه الداخلية -جنسية كانت أو سياسية أو نقابية- وحرف أنظار ناخبيه بضرب سوريا وترويع أهاليها واهم جدا وستحلّ قريبا ساعة دفع الحساب علاوة على أنهم سينتهون في مزبلة التاريخ!

ستتعافى سوريا وسترمّم جراحها وتعضّ على نواجذ حلم غد خال من ترامب وماي وماكرون.. ستقيئ الحمل عليكم يا من تقفون مشاهدين أو مهللين لذبحها!
أي رداءة هذه التي نعيش؟!

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/04/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد