آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
يوسف الشهاب
عن الكاتب :
كاتب كويتي

نار الفتنة.. تحرق الجميع !


يوسف الشهاب

المتأمل للأحداث والأزمات المتلاحقة التي تشهدها أكثر من بلاد، عربية وإسلامية، خاصة على الجانب الأمني وما نحن فيه من أمن وأمان واستقرار، يشعر بالنعمة، على ما نحن فيه سواء بالشارع أو في بيوتنا، رغم أننا لسنا على مسافة بعيدة من تلك الأحداث التي تعصف بتلك الدول وانعكست على الحياة اليومية للمواطن فيها وتركته تحت هواجس ما قد يأتي به المجهول إليه.

وإذا كنا لا نزال، وبفضل من رب العباد، نعيش حالة أمنية مستقرة ولله الحمد، فإن مثل هذه الحالة تحتاج من كل مواطن غيور وصاحب ضمير يخاف على وطنه ومجتمعه بأن يكون حاضر الضمير مدركاً لطبيعة المرحلة والظروف التي تحيط بنا يومياً في دول ومجتمعات ليست بعيدة عنا ولا يمكننا تجاهلها تحت أي تبرير أو ظرف، والعاقل من يأخذ من تجارب الآخرين من الدرس والعبرة والتجربة والعمل بإخلاص النوايا من أجل حماية الكويت من أي مساس بأمنها واستقرارها، لأن أي تعكير للأمن سوف يطول الجميع ما دمنا في قارب واحد.

الأصوات النشاز التي تخرج علينا بين وقت وآخر كلما طرأت أزمة عابرة على السطح، تلك الأصوات التي أخذت من الهواتف النقالة مصدر فتنة وتفكيك وتناحر تحاول فيه بث السموم بالمجتمع، عليها أن تعي ما تقوم به، سواء من تغريدات قبلية أو طائفية أو فئوية غايتها شرخ الجدار الاجتماعي الكويتي المتين والقوي في ترابطه وتراحمه وآماله وأمانيه، وعليها، أي هذه الاصوات، أن تخاف الله قبل كل شيء في وطنها ومجتمعها، وان تكون عوناً في البناء والترابط، لا معول هدم وتدمير للوطن ومن هم يعيشون فوق أراضيه، إذ ليست البطولة ولا الأضواء الزائفة ترفع من مقام أي واحد من هؤلاء، بل هي المواطنة الحقة والشعور الحقيقي بالانتماء إلى هوية الوطن والإدراك بأن ما قد يصيبه من محن ونائبات لن يكون هؤلاء بمعزل عنه، حتى وأن كانوا هم السبب الأول في هذه المحنة وتلك النائبة.

تعلمنا من تاريخ حياة الأوائل كيف كانوا صفاً واحداً بالضراء قبل السراء، كيف كانوا في خندق واحد يعملون من أجل وطن أحبوه وضحوا من اجله وذاقوا شظف العيش وقسوة الحياة في وطن شحت فيه بالأمس كسرة الخبز، رجال كانوا أوفياء كانوا لوطنهم تراحموا وتآلفوا بكل طوائفهم وفئاتهم فاكتسبوا صدق الإخلاص والنوايا ودحروا كل عابث أراد بالكويت شراً وفتنة وتمزقا، وعلينا أن نأخذ الدرس منهم ونتعلم التجربة ونعي بأن هذا الوطن للجميع فنضع أيدينا جميعاً فوق جداره لحمايته والدفاع عنه، فالأشرار ما زالوا بيننا وعلينا ردعهم وطردهم من أجل الكويت ومن أجل الشرفاء والمخلصين فوق ترابها، صحيح من الناس من يقدم لوطنه الروح والمال ومنهم من يقوم له الفتنة والتمزق.

• نغزة:
من لم يتعلم من تجارب الحياة وتاريخ رجالات الأمس يكون إنسانا مكابرا أو عنيدا أو لا يدرك ما حوله، ومثل هذا الإنسان لا يستحق الانتماء للوطن.. ما دام لا يفكر إلا في كيفية نشر سموم الفتنة، وحينها يكون أول من تأكله.. نارها.. طال عمرك.

القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/01/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد