آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الستار توفيق قاسم
عن الكاتب :
كاتب ومفكر ومحلل سياسي وأكاديمي فلسطيني، ولد في دير الغصون بطولكرم الفلسطينية، وأستاذ العلوم السياسية و الدراسات الفلسطينية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس.

بايعناك.. من بايع عباس وكيف؟


عبد الستار قاسم

تنتشر في محافظة نابلس لافتات ضخمة مكلفة تحمل صور محمود عباس رئيس السلطة غير الشرعي وتقول له إنا بايعناه. من الذي بايع، وكيف؟ أغلب اللافتات لا تذكر من، لكن لافتة تقول إن أهالي محافظة نابلس هم الذين بايعوه. وأنا أحد أهالي محافظة نابلس، ولا أذكر أنني بايعته، ولا يمكن أن أبايعه، وكثيرون غيري لا يمكن أن يبايعوه. هذا شخص انتهت مدة ولايته عام 2009، ولم تعد له أي صفة قانونية منذ ذلك الحين. فلماذا هذا الاستهتار بالقانون وبمبادئ الديمقراطية التي يتبناه مسؤولون نظريا دون تطبيقها؟

لم أر الناس يتدفقون إلى رام الله لمبايعة عباس بالمصافحة، ولم يأت هو إلى نابلس ليقيم عرشا على الدوار ليبايعه الناس. ولم يحصل استفتاء مبايعة، ولم تحصل انتخابات ليقيم أحد لافتات مبايعة. نريد أن نفهم من الذي قرر نشر هذه اللافتات وكيف تمت المبايعة لنتعلم ونعلم الأجيال القادمة هذا الأسلوب المتطور بالمبايعات السياسية.

هذه تصرفات تندرج تحت إطار أساليب النفاق العربية التي طالما شهدناها لدى دول عربية عدة ومن ضمنها الأردن ومصر وغيرهما. وهذا نفاق يحاول نزع القرار من الناس ووضعه في مجموعة صغيرة من الناس لهم مصالح ذاتية مع الحاكم. لا يحق لأحد أن يتحدث باسم الناس إلا إذا خولوه، ولا يوجد أحد الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة يملك تخويلا جماهيريا ليمثل الناس وينطق باسمهم. وهذه أساليب تساهم بقوة بعملية التخلف السياسي والذي يترتب عليه تخلف أخلاقي واجتماعي ومنطقي وتربوي، وتخلف في التعبير عن الذات والإصرار على الحرية. من قام بهذا العمل وأمر به لا يدرك مدى الأخطار والأضرار المترتبة على مثل هذا السلوك. هذه أشياء معيبة ومفسدة، وهي على نمط إخراج المدارس والموظفين إلى الشارع للهتاف لسياسة بغيضة حمقاء أو لعمل مشين.

أتركوا الناس وشأنهم، ولا تستمروا في إلقاء فشلكم عليهم ومصادرة مشاعرهم ومواقفهم.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/04/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد