آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد المحسن يوسف جمال
عن الكاتب :
كاتب ومؤلف كويتي

ترامب يعاقب أوروبا

 

عبدالمحسن يوسف جمال

في تصرف غير مدروس، آثر الرئيس دونالد ترامب، أن ينتقم من الرئيس السابق باراك أوباما، ودول أوروبا، وإيران، بضربة واحدة، حين قرر إخراج الولايات المتحدة «منفردة» من الاتفاق الأممي، الذي استمر الحوار حوله ما يزيد على عشر سنوات متواصلة. وأخذ الرئيس ترامب بالرأي الإسرائيلي من دون تردد، كما قال أحد السياسيين الإسرائيليين.

والإخلال بهذا الاتفاق، الذي صادق عليه مجلس الأمن، وأيده العالم، ورحبت به الشعوب المحبة للسلام، يعتبر انتهاكاً غير محمود للقوانين الدولية، وتصرفاً غير حكيم من دولة عظمى.

الرئيس ترامب يريد محو كل إنجازات الرئيس أوباما، فيريد إلغاء التأمين الصحي، الذي جاء به، مع أنه يفيد ملايين الأميركان، وأخرج أميركا من منظمة اليونيسكو المهتمة بالتعليم على مستوى العالم، وألغى الاتفاقية التاريخية مع كوبا، وخرج من الاتفاقية الدولية للبيئة، التي يؤيدها العالم كله، واعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وسينقل سفارة بلاده إليها ضارباً عرض الحائط بكل مشاعر العرب والمسلمين، ومنع دخول أبناء ست دول عربية وإسلامية إلى أميركا.

اليوم وبعد خروج ترامب من الاتفاقية النووية الأممية مع الدول الخمس الكبرى وألمانيا وإيران، أصبحت أميركا معزولة عن العالم الحر كله، ففي تصرفها هذا لم تؤذ إيران وحدها، بل آذت الدول الأوروبية كلها، وتريد منعها من الاستثمار المربح في السوق الإيرانية، ما جعل الأوروبيين يستشيطون غضباً من تصرف ترامب غير العقلاني، والمبني على روح الكراهية والانتقام لا غير.

اتحاد أوروبا ضد ترامب أكسب الإيرانيين كبار السياسيين والإستراتيجيين والمفكرين الأوروبيين، الذين أخذوا يدافعون عن إيران وكأنها جزء من أوروبا.

وإذا علمنا أن الحزب الديموقراطي، وجزءا من الحزب الجمهوري، يؤيدان الاستمرار في هذا الاتفاق، فإن تصرف ترامب سيعود بالضرر عليه شخصياً أولاً، وعلى بلاده بشكل عام ثانياً.

وكل ذلك ستظهر نتائجه في الانتخابات النصفية المقبلة للكونغرس الأميركي.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2018/05/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد