آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد المحسن يوسف جمال
عن الكاتب :
كاتب ومؤلف كويتي

المسجد الأقصى وما حوله


عبدالمحسن يوسف جمال

في البدء.. مبارك عليكم الشهر وعساكم من الصائمين الفائزين. وكعادتنا كل عام، نخصص مقالات هذا الشهر الكريم لفهم بعض آيات كتاب الله الحكيم.
قال تعالى: «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير». (الإسراء: 1)

لبعض الأزمنة والأمكنة ذكريات مهمة يحتفل بها الناس، ويتذكرونها دائما لارتباطها بحياتهم وأنشطتهم، أو لتعلقها بعقائدهم الدينية أو أمورهم الدنيوية.

والمسجد الأقصى في مدينة القدس التي باركها الله وبارك ما حولها ذكريات إيمانية لأتباع الديانات السماوية، لما فيها من ذكريات أنبياء الله ـــ عليهم السلام ـــ وأتباعهم على مدى التاريخ.

والمسلمون يهتمون بها لمسرى الرسول الأكرم ـــ صلى الله عليه وآله وسلم ــــ إلى هناك، وصلاته إماما بالأنبياء والمرسلين ـــ عليهم السلام ـــ في مشهد مهيب كما تروي الأحاديث.

وكان المسلمون المسؤولين عن إدارة المسجد على مدار التاريخ إلى أن قام الغرب بمساعدة اليهود في إقامة دولة لهم على التراب الفلسطيني وانهزام العرب في حرب حزيران ١٩٦٧ واحتلال الإسرائيليين المسجد المبارك.

هذه الآية الكريمة تبيّن الإعجاز الإلهي في تمكين الرسول المصطفى ـــ صلى الله عليه وآله وسلم ـــ وسفره في ليلة واحدة إلى هناك، ومن ثَّم معراجه إلى السماء.

ولعل الترابط بين المسجدين الحرام والأقصى فيه من الدلالات الشيء الكثير الذي يجعلنا كمسلمين نهتم بهما كثيرا، ونطالب العالم باحترامهما والحفاظ على أبعادهما الدينية، والتي يجب أن تبقى من اختصاص المسلمين.
واليوم تتعرّض فلسطين كلها ومدينة القدس خاصة لهجمة شرسة من أعداء الإنسانية، حيث نجد الأغراب يعتدون على الأرض الطاهرة ويستلبون المدينة المقدسة من أهلها ليسلموها من دون حق إلى اليهود بما يناقض القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، التي لم تعد تعني شيئا لهم.

اليوم يرى العالم كله ومن خلال النقل التلفزيوني المباشر احتجاجات الفلسطينيين على انتهاك أمريكا وإسرائيل لحقوق العرب والمسلمين، وقتل الشباب المتظاهرين بدم بارد ومع ضحكات الصهاينة المنافية لكل الأخلاق الإنسانية.

وتقف الإدارة الأمريكية عائقا أمام مجلس الأمن وتستخدم نفوذها لمنعه من أداء دوره، بسبب امتلاكها حق «الفيتو» لتمنع حتى مناقشة الموضوع هناك بشكل جدي ومسؤول.
اليوم سيعرف العالم كله من يقف مع الحق الفلسطيني في الحفاظ على المسجد الأقصى والقدس الشريف، ومن تخلى عن إنسانيته ودينه ليقف مع المعتدي من شذاذ الأرض محاربا لكل القيم والمثل التي يفتخر بها الأحرار.
وأننا نؤمن بيقين أن الله يمهل، ولا يهمل.

صحيفة القبس الكويتية.

أضيف بتاريخ :2018/05/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد