آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نبيل نايلي
عن الكاتب :
باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

أين فلسطين في كل هذه البيانات السمجة؟


نبيل نايلي

“إنّ إسرائيل ترفض بشدّةٍ القرار الذي اتخُذّ بأغلبية أوتوماتيكيّة معادية لإسرائيل، وهذا يؤكّد أنّه لا جديد تحت الشمس: نتائج القرار معروفة سلفًا! إنّ المجلس الذي يُطلق على نفسه مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أكّد مرّة أخرى أنّه هيئة منافقة ومُعادية وهدفه المسّ بإسرائيل ودعم الإرهاب.” رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو.

كما هو منتظر ومتوقّع، ردّ الوزير الأول للكيان، بنيامين نتنياهو، بعنجهية وصلف ووقاحة  على قرار مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الذي أوصى في جلسته الخاصة فقط  بـ”فتح تحقيق دوليّ مستقلّ ضدّ الانتهاكات الإسرائيليّة في قطاع غزة” “وإرسال فريق دولي متخصص في جرائم الحرب”!  التي اقترفت منذ انطلاق مسيرات العودة الكبرى في 30 مارس الماضي، والتي استشهد خلالها وحتى الآن 110 فلسطينيي وأصيب نحو 12 ألف آخرين.

لجنة تحقيق رسميّ، للنظر في انتهاكات الكيان المتعددة ضد فلسطينيي قطاع غزة، كانت قد نادت بها كلّ من إسبانيا وبلجيكا، ورفضته طبعا أستراليا والولايات المُتحدّة الأمريكيّة و”امتنعت عن التصويت على مشروع القرار دول أخرى، من بينها بريطانيا، وألمانيا، وسلوفاكيا وكرواتيا. لجنة قالت عنها المحامية الفلسطينية سهير أسعد -في تفاؤل وغبطة- “إنّ هذا القرار من مجلس حقوق الإنسان هو خطوة هامة لكشف ما حصل منذ انطلاق مسيرات العودة الكبرى، وخطوة مهمة على طريق تحقيق العدالة للضحايا ولمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.”

نتنياهو -كما عهدناه- هاجم القرار، بل ذهب حدّ كتابة التعليق التالي على صفحته الرسمية على فيسبوك: “إن مجلس حقوق الإنسان منافق ومنحاز ويهدف فقط للمساس بإسرائيل، وتقديم الغطاء للإرهاب! إن إسرائيل ترفض بشدة القرار الصادر عن أغلبية معادية لإسرائيل، والذي ستكون نتائجه معروفة مسبقا”!

كما عاد إلى لازمته الممجوجة عن “مواصلة إسرائيل ستواصل الدفاع عن مواطنيها وجنودها مثلما تدافع عن حقها في الدفاع عن نفسها!” ضد من؟ مجرّد متظاهرين نُكّل بهم وأعدموا ميدانيا وبسياسة ممنهجة وأوامر واضحة من قبل قيادة جيش “الأخلاقي جدا”، وضد أشخاص ذنبهم الوحيد هو المشاركة في مظاهرات سلمية وعزّل طبعا إلاّ من كرامتهم ورغبتهم في العودة إلى أراضيهم التي انتزعت منهم بالقهر والقوة والبطش.

ممثلة الكيان في مجلس حقوق الإنسان التابع، راز شيختر، هي الأخرى، هاجمت القرار مدّعية أنّ “النقاش في المجلس هو أسوأ صورة عن حالة الهوس المعادية لإسرائيل، وأن أهل غزة ليسوا أعداءنا، وأن القول بأن إسرائيل انفصلت عن غزة من طرف واحد، وأنّ غزة محتلّة هي خرافة!”

كما أصدرت الخارجية الإسرائيلية بيانا جاء فيه إنها “ترفض قرار مجلس حقوق الإنسان، الذي أثبت مجدّدا أنّه مكوّن من أغلبية معادية لإسرائيل يقودها النفاق والسخافة!”

أما وزير تعليم الكيان، نفتالي بينيت، فقد أعرب على حسابه على تويتر قائلا “إنّ مجلس حقوق الإنسان أصبح مجلسا لتشجيع الإرهاب الإسلامي، وهو مجلس العالم فيه مقلوب!”

وزيرة عدل الكيان، أييلت شاكيد،لم تشذّ عن الجوقة معلنة :”إن مجلس حقوق الإنسان ليس له صلة بحقوق الإنسان، وهو مجلس منافق يشجّع الإرهاب، ويدعم الإسلام المتطرّف، ولا يتحرّك بناء على انتهاكات حقوق الإنسان!”

كيف لا نسمع مثل هذه المواقف وآخر “قمة إستثنائية” لمنظمة التعاون الإسلامي لم يتمخّض عنها بخلاف “التنديد” و”بيان الشجب” إياه مجرّد دعوة “لاتخاذ إجراءات اقتصادية وسياسية ضد الدول التي ستنقل سفاراتها إلى القدس، ولإرسال قوات خاصة لحماية سكان غزة”؟

أبمثل هكذا بيانات يرتدع نتنياهو وإدارته؟ أ ما كان بالإمكان توفير مصاريف الوفود وإعطائها للإخوة الفلسطينيين بدل صم آذاننا ببنود لن تفعّل؟ من يراجع بيانكم الأول والأخير حول فلسطين لا يتوقف عند تكراركم المقيت فحسب وإنما حجم نفاقكم الذي بلغ منتهاه! أ لا تخجلون من دماء الضحايا والمصابين؟

 “قمة عاجلة” وأخرى “إستثنائية” ثم بيانات كهذه سمجة وباهتة رفعا للعتب… ارحمونا وصمتموا أفضل لكم وللفلسطينيين!

فلسطين –التي تاجرتم وتتاجرون بها وتصفون اليوم آخر ملفاتها- منكم ومن قممكم التافهة براء!

باحث في الفكر الاستراتيجي، جامعة باريس.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/05/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد