آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نبيل نايلي
عن الكاتب :
باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

جينا هاسبل من غرف التعذيب إلى رئاسة وكالة الاستخبارات الأمريكية!


د. نبيل نايلي

“شاركت جينا هاسبل في برنامج التعذيب الذي تعرضت فيه امرأة حامل بريئة للضرب في بطنها، وتعرض رجل لاغتصاب جنسي وتم تجميد السجناء المحكومين حتى الموت، وبعدها أصدرت أمراً شخصياً لتدمير 92 شريط فيديو يحمل أدلة باستخدام وكالة الاستخبارات المركزية لبرامج التعذيب”. مسؤول المخابرات الأمريكية السابق، إدوارد سنودن، Edward Snowden.

طالب طبيب أمريكي وضابط احتياط بحري قام بإجراء تقييم طبي مكثف لسجين بارز كان قد تعرض للتعذيب تحت إشراف جينا هاسبل، Gina Haspel، السناتور مارك وارنر ، Sen. Mark Warner  ، ونائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، بالحؤول دون تعيين هاسبيل كمدير لوكالة المخابرات المركزية، وذلك وفقا لرسالة إلكترونية حصل عليها موقع أنترسبت، Intercept.

إليكم ما كتبت الدكتورة سوندرا كروسبي، Dr. Sondra Crosby، أستاذة الصحة العامة في جامعة بوسطن : “لقد قمت بتقييم حالة السيد عبد الرحيم الناشري،  بما في ذلك 20 آخرين، ممّن تعرّضوا لجلسات التعذيب خلال حجزهم من قبل الولايات المتحدة ، “كجزء من برنامج وكالة الاستخبارات المركزية للتعذيب [الترحيل، Rendition، والاحتجاز، Detention، والتحقيق، Interrogation ]. وأنا إحدى العاملات في مجال الصحة الوحيدة التي تجرّأت وتحدّثت عن جلسات التعذيب وآثاره ومعاناته المستمرة “.

“لقد تضرر السيد الناشيري بشكل لا رجعة فيه بسبب التعذيب الذي كان قاسياً على غير العادة ومصمماً لكسره، معنويا خلال عملي وخبرتي طوال 20 عاما في كلّ من سوريا والعراق وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ويعتبر السيد الناشري أكثر الأفراد تعرّضاً للصدمة رأيتهم طوال حياتي المهنية”.

والناشيري، لم لا يذكر، هو  مشتبه في انتمائه لتنظيم القاعدة وقد تم اختطافه في دبي في الإمارات العربية المتحدة في عام 2002 و “تم تسليمه” إلى أفغانستان من قبل وكالة المخابرات المركزية وتم نقله في النهاية إلى سجن “كاتس آي، Cat’s Eye” في تايلاند الذي كان مدارا من قبل هاسبيل في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2002. واشتبه في تورّطه في عام 2000 في تفجير المدمرة الأمريكية كول، USS Cole، قبالة سواحل اليمن. وهو محتجز حالياً في سجن خليج غوانتانامو، Guantánamo Bay prisonGuantánamo Bay prison.

وعلى الرغم من مناشدات الدكتورة كروسبي، Crosby، فقد منح وارنر، Warner، وسيناتورات آخرون دعمهم لـهاسبل، Haspel. وارنر دعّمها بعد أن تلقى منها رسالة تؤكد فيها تصميمها بعناية على إعطاء الانطباع بأنها “غيّرت” وجهة نظرها وهي المقتنعة جدا بـ”نجاعة” برنامج التعذيب.

هاسبل كتبت: “في حين أنني لا أدين أولئك الذين وجهوا هذه الدعوات الصعبة وأشاروا إلى المعلومات الاستخبارية القيمة التي تم جمعها، فقد تم تصميم هذا البرنامج لضباطنا ولضمان مكانتنا في العالم”.

عضو في لجنة الاستخبارات رون وايدن، ، علّق محقا: “استغرق عندها الأمر 16 عاما وعشية التصويت فجأة حصلنا على هذا بيانها المتواضع هذا، ومرة أخرى دعوني أذكر أنها لم تقل “أنها نادمة “!
كروسبي أوضحت:” السيدة هاسبل لم تكن لديها لا الشجاعة ولا مواصفات القيادة لمعارضة برنامج التعذيب”. ثم ذكرت أن من بين “التقنيات” المستخدمة ضد الناشيري والتي ما زالت مصنّفة “سرّية:
الإيهام بالغرق،
الإيهام بالقتل بالبندقية في حين يقف المعتقل عاريا ومعصوب العينين،
الاغتصاب،
 التغذية قسرا،
الإيهام بأنه سوف يتم الاعتداء جنسيا على والدته،
وايدن انتقد وكالة المخابرات المركزية وهاسبل لرفضهما “منح مجلس الشيوخ فرصة كشف ماضيها. أريد أن يعرف الشعب الأمريكي أن الوكالة تغطّى على جرائمها”. وأضاف “إذا عرف الشعب الأمريكي ما أعرفه فإنني أعتقد أن مجلس الشيوخ لن يكون لديه خيار سوى رفض هذا التعيين” !!

أما كبيرة مستشاري السياسة بمركز ضحايا التعذيب ياسمين تيب، Yasmine Taeb، فقد قالت: “من الغريب أن القيادة الجمهورية وافقت على هذا التصويت بسرعة. لا يستطيع مجلس الشيوخ الوفاء بالتزاماته الدستورية عندما يظلّ الجمهور في ظلام إلى حد كبير”. كما طالب أعضاء مجلس الشيوخ بالحصول على مزيد من المعلومات حول دور هاسبيل في تدمير تسجيل فيديو يوثق لجلسات التعذيب، enhanced interrogations، التي أجريت في تايلاند.

مسؤول المخابرات الأمريكية السابق، إدوارد سنودن، Edward Snowden، هو الآخر نشر على صفحته في “تويتر”، أن جينا هاسبل “شاركت في برنامج التعذيب الذي تعرضت فيه امرأة حامل بريئة للضرب في بطنها، وتعرض رجل لاغتصاب جنسي وتم تجميد السجناء المحكومين حتى الموت، وبعدها أصدرت أمراً شخصياً لتدمير 92 شريط فيديو يحمل أدلة باستخدام وكالة الاستخبارات المركزية لبرامج التعذيب”.

مع كل ذلك صادق مجلس الشيوخ على تعيين هاسبل الخميس الماضي رغم تحفظ بعض المشرعين وستؤدي هذه السيدة، وبحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القسم كمديرة لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/05/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد