آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مريم الشروقي
عن الكاتب :
كاتبة بحرينية

هل هناك مواطن مرتاح؟!


مريم الشروقي

ما أن نجتمع بالمواطنين على مختلف طبقاتهم، حتى نسمع جمل متعددة (أنا تعبان، أنا غير مرتاح، الوضع تدنى، الوضع أصبح صعبا جدا جدا)، ونتساءل بعد الحديث مع الناس، هل هناك مواطن مرتاح في البحرين؟!

بالطّبع أوّل الحديث يبدأ بالقروض والديون والمصاريف الثقيلة، ثمّ يتوسّطه الحديث عن ارتفاع أسعار البنزين على رغم ارتفاع سعر البرميل، ويتخلّله الحالة المعيشية الصعبة، ثم ينتقل الحديث حول فاتورة الكهرباء والماء التي زادت على المواطن، ولا نجد من خلال حديث النّاس أي طاقة ايجابية أو سعادة حقيقية، فالسعادة معهم معدودة على الأصابع، إن وُجدت!

وهذا قليل من كثير فائض حول هموم الناس وعدم قدرتهم على تأدية ديونهم ومصاريفهم وفواتيرهم، فهناك مصاريف أخرى للسيّارة التي تعرف آخر الشهر حتى تمرض، وهناك البيت الذي يشم رائحة الراتب حتى “يخترب” به شيء، ناهيك عن رمضان ومصاريفه والعيد ومصاريفه، والإجازة الصيفية طبعا ينتظرها المواطن بفارغ الصبر، فحرّ شديد مع عدم وجود سيولة مادّية، ماذا يحدث يا تُرى؟!

همّ بالنهار وهمّ بالليل، فلا تقدير من مدير، ولا تقدير من أحد، ولو بكلمة طيّبة تطيّب الخاطر المنكسر، فخاطر المواطن البحريني منكسر منذ فترة ولا أحد يلتفت له، والجميع مشغول بحياته ومحاولاته لبدء مشروع ينتفع به هو وأهله، ولكن حتى المشاريع هذه الأيام غير ناجحة!

كم تاجر نسمعه يقول “البيزنس” تعبان؟! كم تاجر نسمعه يقول بأنه يريد غلق محلّه أو يغلقه بالفعل؟ّ! ما المشكلة التي لا نعرف كيف نشخّصها؟! ولماذا المواطن البحريني بالذّات يعاني من الضائقة المالية فوق كل الضغوط التي لديه؟!

كثيرون هم الذي يعانون من قصر المادّة، ولو كنّا نقول في السابق بأنّ هناك خوف جماعي من نصف الشهر، أصبحنا نقول وبلا مبالغة نخاف من أوّل الشهر، فلا راتب يبقى ولا مال يتدفّق ولا راحة بال يطمح لها الجميع.

نحتاج الى انفراجة ونحتاج إلى دعوة صادقة من أجل تغيير الحال المتردّي، فنحن جميعا في خندق واحد، ولا تكفي الحلول الترقيعية، بل نريد حلولا جذرية تفيدنا جميعا.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/05/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد