آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

"تقاعدوا قبل أن تمنعوا"


هاني الفردان

من المزمع أن يصوّت مجلس النواب على مشروع قانون التقاعد الجديد في جلسته يوم الثلاثاء القادم.
وأحالت الحكومة مشروع القانون إلى المجلس يوم الإثنين الماضي بصفة الاستعجال.

البعض يعول على رفض النواب للمشروع، وهو أمر تقريباً محسوم لعدة أسباب، منها أن اقتراب الانتخابات إذ لا يريد النواب أن يكونوا سبباً في التضييق على الناس، والسبب الآخر، هو علمهم (النواب) بأن الأمر خرج من يدهم وأن القانون سيمضي وسيقر وسينفذ بحكم المادة (87) من الدستور التي سحبت البساط والقرار من تحت سلطتهم.
لإيضاح الصورة أكثر لعامة الناس فإن مادة “الاستعجال” في مشاريع القوانين، هي مادة لتجاوز السلطة التشريعية بغرفته النيابية، فتنص المادة على التالي: “كل مشروع قانون ينظم موضوعات اقتصادية أو مالية ، وتطلب الحكومة نظره بصفة عاجلة ، يتم عرضه على مجلس النواب أولا ليبت فيه خلال خمسة عشر يوما ، فإذا مضت هذه المدة عرض على مجلس الشورى مع رأي مجلس النواب إن وجد ، ليقرر ما يراه بشأنه خلال خمسة عشر يوما أخرى ، وفي حالة اختلاف المجلسين بشأن مشروع القانون المعروض، يعرض الأمر على المجلس الوطني للتصويت عليه خلال خمسة عشر يوما، وإذا لم يبت المجلس الوطني فيه خلال تلك المدة جاز للملك إصداره بمرسوم له قوة القانون”.

من خلال التأمل في نص المادة، فإن قرار مجلس النواب لن يعطل المشروع أبداً، والتعطيل في حالة واحدة وهي رفض الشورى للمشروع مع رفض النواب أيضاً، أما في حال رفض النواب وإقرار الشورى له، فهذا يعني إحالته للمجلس الوطني، ولان المجلس الوطني لا ينعقد، فإن للملك الحق بإصدار القانون بمرسوم.

بات واضحاً أن الحكومة حسمت أمرها، وقررت عدم الاكتراث برأي النواب، وتمرير مشروعها وتوسيع صلاحيات مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي وجعل كل شيء بيده.

نتيجة ضعف مجلس النواب، وأدائهم السلبي، وعدم قدرتهم على التعامل مع مثل هذه القضايا بشكل سياسي محنك، واستخدام أدواتهم الدستورية بشكل يضغط على السلطة التنفيذية، جعلهم “لقمة” سائغة، أضاعت في عهدهم حقوق المواطنين.

نعم، ليس لإخافة الناس، وليس للتهويل، ولكن نقل صلاحيات الأمور التقاعدية لمجلس إدارة معين لا يتمتع بالاستقلالية، ولا بالشفافية، ولا بحسن إدارة أموال المتقاعدين وهو أمر أقرته وأثبتته لجان تحقيق برلمانية، يثير قلق كبير على مكتسبات المواطنين من عاملين ومتقاعدين.

لذلك لا نستبعد أن يتم تغيير كل المكتسبات التقاعدية، حتى يصبح خيار التقاعد “معقد” أو “مستحيل” أو بعوائد غير مجزية وكافية.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/06/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد