دولية

’’#بلومبرغ’’: شبح ’’ريتز كارلتون’’ لا يزال يسيطر على #السعودية الجديدة

 

نشرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية تقريراً بعنوان "شبح ريتز كارلتون لا يزال يسيطر على السعودية الجديدة"، لافتة إلى أن السعودية التي وعد بها ولي العهد محمد بن سلمان لا تزال تعيش تحت هواجس "ريتز".

 وقالت الوكالة الأمريكية إن ثقافة الخوف تأصلت على جميع المستويات في المملكة السعودية، بعد أزمة اعتقال العشرات من الأثرياء ورجال الأعمال والأمراء بفندق "ريتز كارلتون" بالرياض، والذي تحول إلى سجن كبير، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

والتقت "بلومبرغ" 12 رجل أعمال ومسؤول حكومي بالمملكة، مؤخرا، وعن ذلك اللقاء قالت الوكالة إنهم كانوا خائفين من الحديث في السياسة ويتلفتون حولهم، ورفضوا جميعا أن يتم ذكر أسمائهم، وبعضهم وضع أجهزة الجوال الخاصة بهم في غرف منفصلة أو داخل حاويات بلاستيكية، خلال حديثهم، مستدلة بذلك على استمرار ثقافة الخوف والهلع التي زرعها "بن سلمان" في نفوس الكثيرين بعد أزمة اعتقالات ريتز كارلتون.

وأجمع الذين التقتهم الشبكة على أن الحماس الذي كان مرافقاً للتغييرات التي بدأها محمد بن سلمان، والإعلان عن رؤيته الاقتصادية 2030، تحول إلى خوف وترقب وحذر.

وعن أزمة ريتز كارلتون، قالت الوكالة إنه إلى الآن لا يزال بعض من تم اعتقالهم في الفندق محبوسين، ولكن في سجن "الحائر" بعد نقلهم من الفندق الفخم، من بينهم وزير الاقتصاد الأمير تركي بن عبدالله وعادل فقيه أحد مهندسي خطة التحول في السعودية.

وأضافت: "أما المفرج عنهم فقد تنازلوا عن جزء كبير من ثرواتهم، ورغم ذلك ما زال أغلبهم ممنوعاً من السفر، ووُضعت أساور إلكترونية في أقدامهم لمراقبة أماكن وجودهم، وبقي مصير البعض منهم غير معروف، ومنهم رئيس الهيئة العامة للاستثمار السعودية، عمرو الدباغ، والملياردير السعودي الإثيوبي محمد العمودي".

وأردفت: "أشاعت الاعتقالات جوا من الخوف، وحجبت غمامتها السوداء الكثير من التقارير التي كانت تتحدث عن التغييرات التي بدأت تطرأ على المجتمع السعودي، كالسماح بافتتاح دور للسينما، وحرية دخول المرأة للملاعب الرياضية، والاختلاط، والسماح للمرأة بقيادة السيارة".
وسلطت الوكالة الضوء على اعتقال السعودية مؤخرا عددا من ناشطي وناشطا حقوق الإنسان، بعد أن اتهمتهم بالاتصال بمنظمات معادية للتآمر على البلاد، وتقديم دعم مادي ومعنوي لعناصر معادية للمملكة.

ونقلت عن "جيمس إم دورسي"، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في جامعة نانيانج بسنغافورة، قوله إن إصرار ولي العهد السعودي على اتباع أسلوب حكم الرجل الواحد لن يترك أي مجال للمعارضة ولا أي شخص آخر لا يقر بما يحققه أو لا يدافع عن التغيير الذي يقوده.

ولفتت إلى الجولة التي أجراها محمد بن سلمان في الولايات المتحدة، منذ أسابيع، والتي سعى فيها لعرض صورة جديدة للسعودية أمام رجال الأعمال والساسة الأمريكيين، ليبرهن لهم أنه سيصنع التغيير.

وقارنت "بلومبرغ" بين ذلك الأمر، وما يفعله ولي العهد في الداخل السعودي، حيث أخضع المملكة لطريقة حكمه بشكل استبدادي، بعد أن كانت تدار من قبل كبار أفراد العائلة السعودية، حيث بات الجميع في المملكة الآن خاضعا لسلطة محمد بن سلمان.

وتنقل الوكالة الأمريكية عن مسؤولين في السفارات الأجنبية بالرياض، قولهم، إن الكثير من المواطنين السعوديين يسألون عن كيفية تجديد التأشيرات وكيفية إخراجها لأطفالهم.

ولفتت إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية كان قد بلغ العام الماضي خمس مستواه الذي كان عليه عام 2016؛ فقد انخفض من 7.45 مليارات دولار إلى 1.42 مليار دولار، بعد أن باعت الشركات الدولية حصصاً لشركات محلية، بحسب تقرير للأمم المتحدة صدر الأسبوع الماضي.

واعتبرت "كريستين سميث ديوان"، الباحثة في معهد الخليج العربي بواشنطن أن اعتقالات محمد بن سلمان منذ سبتمبر/أيلول 2017 وحتى الآن بعثت رسالة لكل مواطن سعودي، وجاءت اعتقالات الناشطين الحقوقيين لتشير لهم إلى أن الدولة هي الحكم الوحيد للسياسة، ومن ثم فلا مجال للحديث مع وسائل إعلام أجنبية أو منظمات دولية أو دبلوماسيين.

واختتمت الوكالة بالقول إن رجال أعمال سعوديين باتوا حريصين على عدم وضع أموالهم بالكامل داخل المملكة، بعد أزمة ريتز كارلتون، حيث باتوا يعلمون أن الفترة المقبلة ستكون صعبة.

أضيف بتاريخ :2018/06/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد