محلية

تقرير خاص- ما سُرق بالأمس من الناس في #الدالوة ..استعادته #المحاسن

 


في يوم العاشر من محرم الحرام عام 1436هـ، الموافق 2014 ميلادي، استفتح التنظيم الإرهابي "داعش" عملياته الإرهابية شرق المملكة السعودية، في دالوة الأحساء. شكل الحدث صدمة للمواطنين، والتف يومها أبناء الوطن مع أهالي الدالوة بكل أطيافهم ومن شرقه إلى غربه وشماله والجنوب.

في تشييع شهداء الدالوة شارك حوالي ربع مليون مواطن، بحسب ما ذكرته صحيفة "الشرق" السعودية نقلاً عن اللجنة المنظمة. من كل المناطق حضر المشيعون، إلا أن التشييع حينها لم يعطِ الشهداء حقهم ولم يكن بمستوى توقعات شريحة واسعة.

"الوضع كان أشبه بجنادرية ثانية… كان حفل تمجيد للدولة أكثر منه تشييع لشهداء أوقعهم الإرهاب"، هذا ما ينقله أحد الذين شاركوا في تشييع الدالوة في حديثه لـ "خبير". يضيف: "ومما زاد الطين بلة، حين لفت أجساد الشهداء بالإعلام "السعودية".

بعد تفجير الدالوة كان دم الأهالي يغلي. كانوا يتوقعون في حينها إدانة واسعة خلال التشييع للمناهج التي تتهم شريحة كبيرة من المجتمع بالشرك والبدع والتكفير. لم يكن الغالبية يتطلع لأقل من إصدار فتوى تحرم وتجرم الطائفية، وتشير للمتهم الأول بالبنان، إلا أن الشعارات التي رُفعت والكلمات التي ألقيت في حينها شكلت صدمة كبيرة للمجتمع.

يقول أحد الناشطين ممن شاركوا في تشييع الدالوة  لـ "خبير": "هذه المرة لم أشارك في تشييع شهداء المحاسن، بسبب الصدمة التي أحدثها تشييع شهداء الدالوة. كنت أتوقع شيء آخر، وما حدث شيء مختلف".

" لم يكن سبب خيبة الأمل لأن اجساد الشهداء لفت بعلم المملكة، الخيبة الحقيقة كانت بسبب تغييب دور الحكومة السعودية كونها أحد أسباب وقوع الجريمة. ففي الوقت الذي تمارس فيه السلطة التمييز الطائفي، وتنتشر خطابات التكفير على قنواتها".

يلخص الناشط مشهد تشييع شهداء الدالوة  كانت هناك مصادرة وسرقة للتشييع من قبل الحكومة، "لم يكن هناك إلا صوت واحد فقط، هو صوتها، وكل الأصوات الآخرى أعدمت"، وفق قوله.

وضعت الدولة يدها على تنظيم التشييع، فُرض على الشيعة عدم رفع شعاراتهم الدينية في تشييع شهدائهم. كان ذلك إمعاناً في تهميش الشيعة وعدم الاعتراف بهم، بينما كانت أحد المطالب الشعبية هو الاعتراف بالمذهب الشيعي كغيره من المذاهب الإسلامية، وتحميل الدولة المسؤولية المباشرةعن وقوع العملية الإرهابية، كونها سمحت بوجود منابر وعلماء يكفرون شريحة كبيرة من المجتمع، وسمحت بوجود مناهج تكفر وتتهم بالشرك مكون أساسي من مكونات البلد.

تشييع المحاسن صورة مختلفة عن الدالوة

الخيبة التي تسبب بها تشييع الدالوة، بدلها مشهد تشييع شهداء المحاسن. اختلف المشهد تماماً عما كان عليه في التشييع الأول. لُفّت أجساد الشهداء برايات حسينية، نظم الأحسائيون أنفسهم موكب العزاء… هتف المشيّعون بشعارات رفعوها ولم تُفرض عليهم.

اللافت أيضاً إصرار اللجنة المنظمة على انطلاق التشييع من "دوار السفينة" بما يرمز إليه هذا الدوار، وهو الدوار الذي تم إزالة أعمدته الإثني عشر في مايو الماضي، لرمزية الرقم بالنسبة للشيعة!

لم يكن تشييع المحاسن يكن نسخة ثانية من الدالوة، التطور في المشهد الأحسائي من ناحية الإعلام والمطالب تمظهر منذ تشييع الدمام الذي تولى التنظيم فيه نشطاء قطيفيون، إلا أن تشييع شهداء المحاسن الذي تولاه أهل المنطقة أنفسهم أظهر أن هناك نقلة نوعية كبيرة، يعكسها شكل التشييع لكنها في الجوهر تعبر عن نبض الشارع.

في تشييع شهداء محاسن الأحساء أخذ الأهالي زمام المبادرة، لم تتمكن السلطة هذه المرة من سرقة الحدث، ومصادرة نبض الشارع. هذه المرة، غاب إعلام الدولة بشكا كلي عن التشييع، وارتفعت أصوت الشعارت التي غيبتها السلطة في التشييع الأول مثل "هيهات منا الذلة، ولن نركع إلا لله".

في حديثه لـ "خبير" أشاد الناشط بالدور الأساسي الذي قامت به اللجان الأهلية سواء في حماية المصلين قبل العملية الإرهابية مؤخرا، أو أثناء التشييع. وشدد الناشط على أن النقلة النوعية في الأحساء من الناحية الإعلامية والخطابية تعد مؤشراً على رفع مستوى حالة الوعي لدى المواطنيين في المنطقة، وأثلجت قلوب المتعاطفين مع ضحايا الإرهاب، لتمحو كل خيبة كرستها سياسات السلطة لمصادرة حادثة الدالوة.

أضيف بتاريخ :2016/02/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد