آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بكر
عن الكاتب :
كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

عندما يصب ولايتي الزيت على النار ويصفع نتنياهو مرتين


الدكتور محمد بكر

زيارةٌ من العيار الثقيل في مضمونها وتوقيتها ورسائلها قام بها مستشار المرشد الإيراني الدكتور علي ولايتي إلى موسكو تزامنت مع زيارة نتنياهو ولقائه الرئيس بوتين، كلام ولايتي حول تزامن الزيارتين وتوصيفه لنتنياهو بالمتنقل بين الدول وإثارة الكلام غير الصحيح، وأن وجوده من عدمه سيان، هو صفعة وازنة في ميزان الكباش الحاصل بين طهران وإسرائيل، الصفعة الثانية كانت أشد إيلاماً وأدهى، لناحية التصريحات التي أدلى بها ولايتي خلال الزيارة ومفاعيلها سياسياً واقتصادياً، سياسياً : كون الزيارة ظهّرت أكثر إلى الواجهة السياسية متانة الحلف الاستراتيجي الحاصل بين طهران وموسكو، لجهة ماقاله ولايتي ومن موسكو بأن الضغط على موسكو لإخراج إيران من سورية، هو ضرب للعلاقة الاستثنائية بين البلدين وهو مالا تقبل به موسكو على الإطلاق، لأن الأخيرة تدرك الحضور الوازن لطهران في المنطقة على المستوى الإقليمي، ودورها الفاعل والنشط والمحوري في يوميات الميدان السوري، وكيف عززت من صمود الدولة السورية وتالياً التأسيس الفعلي للحضور الدولي لروسيا من البوابة السورية، اقتصادياً : كانت الصفعة الإيرانية أيضاً حاضرة، فالبرغم من محاولات الرئيس الأميركي وجهده المتواصل للضغط على دول الخليج فيما يتعلق بإنتاج النفط ومحاولات التضييق على طهران لشل قدرتها على تصدير نفطها، يأتي إعلان ولايتي أن موسكو ستستثمر 50 مليار دولار في النفط الإيراني رداً صريحاً على محاولات الخصوم المستمرة لإطباق حصار اقتصادي على طهران.

عندما يعلنها ولايتي صراحةً بأنهم سيحاربون أميركا في كل الجبهات، وان القوات الأميركية ستخرج من المنطقة بالرضا أَو القوة، فهي رسالة مهمة للأميركي لجهة ماهية المرحلة المقبلة إذا ما فكرت الولايات المتحدة واستمرت في الاستثمار والمرواغة في جبهة سورية، على قاعدة أن طهران ودمشق مستعدتان لخلق سيناريو “عراق ثان”  وبمنطق المقاومة الشعبية التي تستطيع أن تذيق القوات الأميركية الويلات وتجعلها تترحم على خسائرها في العراق مادياً وعسكرياً.

لم يتبق في الميدان السوري سوى جبهة إدلب ولاسيما بعد حسم ملف الجنوب وعلى عكس مايشتهي نتنياهو، جبهة إدلب التي ستؤول هي الأخرى للحسم سلماً أو حرباً.

قمتان مهمتان ستتجه لهما الأنظار خلال الفترة المقبلة، قمة هلنسكي يوم الاثنين المقبل التي تجمع الرئيسين الروسي والأميركي ولا نعرف ماهية مفرزاتها، وما إذا كان ترامب سيسلم مفاتيح اللعبة في سورية لنظيره الروسي، أم ثمة سيناريو جديد تعول عليه الإدارة الأميركية في الميدان السوري.

القمة الثانية هي القمة التي تحدث عنها ولايتي والتي ستجمع بوتين وأردوغان مع روحاني في طهران، والتي ستكشف ملامح السلوك التركي في المرحلة المقبلة، ولاسيما بعد فوز أردوغان في الانتخابات الأخيرة، والسقوط العملي للحلم الكردي من بوابة الشمال السوري، وتالياً ليس ثمة من مبرر أو باعث على القلق لكي لايكاثر الرئيس التركي انعطافة واستدارة فاعلة في الملف السوري.

ولايتي صب الزيت على النار في موسكو وبالتأكيد من منطلق قوة وثقة بما صاغته بلاده من تحالفات متجذرة على المستوى الدولي، وسدَّ كل محاولات الإسرائيلي لتحقيق اختراق بعينه أو استحداث أي مرونة في الصلابة الروسية، كيف لا وقد سمع( أي ولايتي) بوضوح لسان حال الحلفاء الروس يقول : لن نقول لكم اذهبوا أنتم والسوريون وحاربوا وحدكم، فإنا معكم محاربون.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/07/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد