التقارير

تقرير خاص: العمليات اليمنية تتصاعد.. وخسائر فادحة لـ #التحالف_السعودي


مالك ضاهر..

تتسارع العمليات النوعية التي تعلن عنها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية ضد قوات التحالف التي تقودها المملكة السعودية، فمن استهداف شركة أرامكو بالرياض الأسبوع الماضي عبر طائرة مسيرة وصولا لاستهداف مطار العاصمة الإماراتية أبو ظبي اليوم مرورا بتفعيل سلاح البحرية عبر استهداف بارجة في ميناء المخاء تابعة للتحالف السعودي بالإضافة إلى استهداف بارجة أخرى في المياه الإقليمية بالبحر الأحمر، وغيرها الكثير من العمليات المتنقلة من البحر إلى البر وفي مختلف المحافظات المنية وصولا إلى الداخل السعودي في الأراضي التي تسيطر عليها قوات اليمنية.

عمليات جديدة سيكون لها الكثير من الدلالات العسكرية والسياسية على مستقبل الحرب التي يشنها التحالف على اليمن منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات دون هوادة وكان آخر فصولها العمليات العسكرية في الساحل الغربي وبالتحديد في محافظة الحديدة، بالإضافة إلى أن هذه العمليات في توقيتها وتسريع إيقاعها لها أيضا دلالات على أهمية الاستمرارية اليمنية بثبات وبوتيرة تصاعدية تزيد من خسائر القوات السعودية والإماراتية.

رسائل عديدة..

فأي رسائل تحملها هذه العمليات باتجاه المملكة السعودية والإمارات؟ وأي مستقبل للحرب في ظل هذه العمليات النوعية والتي سيكون لها تأثيراتها المباشرة على الداخل في المملكة والإمارات؟ وأي تأثير لهذه العمليات على الاقتصاد والأمن في كلا الدولتين؟ وهل ستتأثر رؤوس الأموال الأجنبية التي تعمل وعلى الاستثمارات المستقبلية فيهما؟ وهل ستساهم هذه العمليات في الوصول سريعا إلى حلول عملية وحاسمة للحرب القائمة؟

الأكيد أن إنهاء الحرب على اليمن يحتاج إلى إنضاج حلول من نوع خاص تنهي المأزق القائم لدى بعض الدول على رأسها المملكة السعودية والإمارات، كأن يستطيع التحالف أن يحسم المعارك بشكل سريع وحاسم وتحقيق نتائج مميزة وفائقة النجاح ضد اليمنيين، وهذا الأمر لم يتحقق منذ أكثر من 3 سنوات ولا يبدو أنه قريب التحقق في المستقبل المنظور، لأن الوقائع المتنوعة تظهر أن التحالف لا يحقق أي تقدم يذكر يمكنه من فرض شروطه أو الحلول التي يريدها بما يساعده على النزول عن الشجرة، بل بالعكس فإن الواقع يعمق من جراح التحالف ويكبده الخسائر الكبيرة يوما بعد يوم بما يوحي ضرورة سعي قيادة هذا التحالف للبحث عن أي حل يخرجها من المأزق، هذا بالطبع لو كنا نتحدث عن قيادة تفكر بشكل موضوعي لا بـ"فوقية" وتتبع قيادات تتعاطى باستعلاء ورفض الواقع بأن اليمنيين باتوا لديهم من القدرات ما يمنع المملكة السعودية والإمارات وكل من يقف معهم وخلفهم من حسم المعركة ولو استمرت لسنوات أخرى.

معادلات ردع جديدة..

وبالسياق، أشارت مصادر متابعة إلى أن "اليمنيين يعملون على تكريس معادلات ردع جديدة مع دول التحالف لا سيما السعودية والإمارات عبر استهداف نقاط وأهداف حساسة وإستراتيجية في البر والبحر"، ولفتت إلى أن "استهداف أرامكو الرياض ومطار أبو ظبي ومن ثم النقاط البحرية العسكرية وحتى ناقلة النفط التي تزود القوات العسكرية بالحاجات النفطية المطلوبة، كلها من النقاط التي توجع قوى التحالف وتشوه الصورة الاقتصادية والأمنية والعسكرية لدول التحالف بما يتسبب بخسارة كبيرة على صعيد إمكانية حصول انسحاب لشركات كبيرة وامتناع أخرى عن الاستثمار في السعودية والإمارات".

وذكرت المصادر أن "دولة كالإمارات تعتمد بشكل كبير على الاستثمارات الأجنبية وعلى اليد العاملة الخارجية، وكذلك السعودية وعدت بإقامة مشاريع ضخمة في إطار رؤية 2030 ومشروع نيوم وغيرها، وكل ذلك سيتضرر نتيجة التهديدات والهجمات اليمنية"، وتابعت "بالتالي ستهدد المستقبل السياسي لأشخاص كولي العهد السعودي محمد بن سلمان أو ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد"، وأوضحت أن "المحمدين كان لهما أدوارا كبيرة في إطلاق واستمرار الحرب على اليمن ولذلك نجد الرد اليمني يتركز في استهداف ما يصيب مستقبل المحمدين السياسي بالصميم".

كل ما يجري من نزف في القدرات السعودية على الصعيد المالي والبشري يدفع للتساؤل عن الوقت الذي ستبادر فيه القيادة السياسية لاحترام عقول الناس والاعتراف بالأخطاء التي ارتكبت والتراجع عن الخطيئة الكبرى المرتكبة والمستمرة في اليمن منذ أكثر من 3 سنوات، والمبادرة لتحميل المسؤولية ومحاسبة كل من حرض من المسؤولين ودفع على الدخول بهذا المستنقع وتكبيد خزينة الدولة خسائر مالية كبيرة وإرسال أبناء العائلات للموت هناك في حرب عبثية لا أفق لها.

أضيف بتاريخ :2018/07/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد