آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صالح السيد باقر
عن الكاتب :
كاتب إيراني

على ترامب إعداد 7 تريليون دولار أخرى لمواجهة إيران


صالح القزويني

يكتفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول أن بلاده أنفقت 7 تريليون على المنطقة ولم تكسب شيئا من إنفاقها، دون أن يبين متى وأين وكيف أنفقت بلاده هذا المبلغ الكبير.

هذا المبلغ الكبير أنفقته الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان، ومع هذا المبلغ الهائل من المفترض أن يتحول هذان البلدان إلى جنة الله في الأرض، ولكننا لا نرى سوى الدمار والأزمات واستمرار الحروب والصراعات فيهما، فيا ترى كيف أنفقت الولايات المتحدة هذا المبلغ؟

حربا العراق وأفغانستان استنزفتا هذا المبلغ الهائل، ولكن هل من المعقول أن يستنزف الاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان كل هذا المبلغ، خاصة إذا عرفنا أن نظامي صدام حسين وطالبان كانا يمران بأضعف مراحلهما، ولعل أبرز دليل على ذلك هو انهيارهما السريع بعد الهجوم الأميركي، لذلك، كيف أنفقت الولايات المتحدة 7 تريليون دولار على احتلالها للعراق وأفغانستان؟

لاشك أن جزءا من السبعة تريليون دولار أنفق على عمليتي إسقاط نظامي طالبان وصدام غير أن معظم المبلغ أنفق على تبعات الاحتلال، فقد كبدت المقاومة الشرسة وخاصة المقاومة العراقية الاحتلال خسائر فادحة، فلم يكن يمر يوم إلا وتتعرض القوات الأميركية في العراق إلى هجوم، الأمر الذي استنزف الأموال الأميركية.

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما التفت إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلاده ورأى أنها لو استمرت في احتلال العراق فستنهار الولايات المتحدة لا محالة، لذلك سارع في الانسحاب من العراق وقلص تدخل بلاده في الكثير من الأزمات ليحول دون انهيار بلاده.

ترامب بدوره حدد المشكلة التي تواجهها بلاده وهي أن الأزمة الاقتصادية لاتسمح للولايات المتحدة بلعب دور قيادي في العالم، لذلك فأن خلفية كل الإجراءات والقرارات التي يتخذها اقتصادية وتهدف إلى الحد من الإنفاقات وتوجيه معظم النفقات إلى ما يعزز الدور القيادي لبلاده في العالم.

اليوم جاء ترامب ليجني نتائج المبالغ التي أنفقتها بلاده، فدعا دول المنطقة بكل صراحة إلى ضرورة دفع ثمن حمايتها، ولكن لن يتحقق ذلك من دون صنع عدو وهمي، فكانت إيران هي ذلك العدو، وألغى الاتفاق النووي لتكون المواجهة الإعلامية حقيقية، وسيواصل حملة التحريض ضد إيران وليس من المستبعد أن تتجاوز المواجهة الصعيد الإعلامي إذا نجح ترامب في ضم الاتحاد الأوروبي إليه.

إيران لن تسمح لنفسها بأن تتحول إلى لقمة سائغة لترامب غير أن طبيعة المواجهة الإيرانية للحملة الأميركية تتوقف على مدى استجابة المجتمع الدولي للعقوبات الأميركية، وحال رضوخ هذا المجتمع للضغوط الأميركية فأن هذه المواجهة لن تتوقف عند حد معين، لأن ترامب فتح النار على إيران منذ إلغائه للاتفاق النووي ومع أن طهران تأثرت بنيران ترامب إلا أن إصابتها وجراحها ستكبر وتتوسع إذا استجاب المجتمع الدولي لطلب واشنطن بوقف التعامل مع إيران، لذلك سترد بكل ما تمتلك على نيران ترامب.

التصعيد ضد إيران واحتمال شن الحرب عليها لن تكون نزهة لترامب، وإذا كانت الولايات المتحدة قد أنفقت 7 تريليون دولار مقابل الإطاحة بنظامين شبه منهارين والتصدي لمقاومة تفقد الكثير من الإمكانيات، فما هو المبلغ الذي يتعين على ترامب أنفاقه لمواجهة إيران التي لن تتخلى عن قدراتها الصاروخية والنووية وامتدادها الإقليمي والدولي، مهما كانت الضغوط عليها؟

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/08/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد