أفادت حركة "أنصار الله" اليمنية بأن التحالف العسكري بقيادة المملكة السعودية قتل عشرات المدنيين بقصفه مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة خلال اليومين الماضيين، معلنة عن فشل الهجوم عليها.

وقال مصدر عسكري من وزارة الدفاع في اليمن في بيان، اليوم الثلاثاء، إن التحالف وحلفاءه قاموا بـ"استهداف المدنيين والأحياء المكتظة بالسكان في مدينة الدريهمي... بوحشية"، لافتا إلى أن "السلطة المحلية تؤكد سقوط عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء إثر استمرار طائرات العدوان وبارجاته ومدفعيته في القصف المتواصل على مدار اليومين الماضيين".

وأعلن المصدر من وزارة الدفاع فشل هجوم التحالف السعودي على الدريهمي، قائلة إن "قوى العدوان ومرتزقته تكبدت خسائر كبيرة في العديد والعتاد".

وصرح المصدر بأن 180 شخصا قتلوا فيما أصيب 136 آخرون من "قوى العدوان ومرتزقته"، في إشارة إلى المقاتلين الموالين للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، "خلال عملياتهم ومحاولاتهم احتلال مدينة الدريهمي وبعض المناطق الساحلية خلال الـ72 ساعة الماضية".

وفي وقت سابق من اليوم، ذكر المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية، يوسف الحاضري أن القوات الجوية والبحرية للتحالف "تستهدف منازل المواطنين والمساجد والمباني والمراكز الصحية في مديرية الدريهمي بشكل هستيري"، قائلا إن القصف المستمر أسفر عن مقتل 13 مدنيا وإصابة 24 آخرين.

وأشار الحاضري إلى أن التحالف يمنع سيارات الصليب الأحمر الدولي من الدخول إلى الدريهمي.

من جهتها، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان مقتضب، عن "قلقها من الأحداث في مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة"، موضحة أنها تعمل حاليا على تقدير الوضع هناك.

وأطلق التحالف السعودي الإماراتي منذ 13 يونيو الماضي عملية ماتسمى بـ"النصر الذهبي" لاستعادة السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من قبضة حركة "أنصار الله".

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تدعو فيه أطراف دولية بينها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قيادة التحالف العربي للتحقيق العاجل في التقارير حول مقتل المدنيين اليمنيين جراء غاراته على أنحاء مختلفة من البلاد وبالدرجة الأولى الضربة على سوق مدينة ضحيان في محافظة صعدة التي أسفرت، حسب وزارة الصحة اليمنية، عن استشهاد 51 مدنيا غالبيتهم من الأطفال، بالإضافة إلى 79 مصابا، فيما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الضربة أودت بحياة 29 طفلا على الأقل.

وأعلنت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة مؤخرا أنها سجلت أكثر من 17 ألف حالة لمقتل وإصابة المدنيين في اليمن منذ تدخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية في النزاع.

وذكرت المفوضية أن 6592 مدنيا قتلوا وأصيب 10470 آخرون في اليمن، حسب تقديرات المنظمة العالمية، خلال فترة ما بين 26 مارس 2015 و9 أغسطس 2018، وأشارت إلى أن التحالف العربي يتحمل المسؤولية عن معظم هذه الحالات (10471 من أصل 17062 حالة).