اقتصادية

إيران تدخل السوق النفطية بسلاح خفض الأسعار

 

دخلت إيران الأسواق النفطية بقوة يوم الخميس "11 فبراير 2016م" بإعلانها خفض أسعار بيع الخام في الأسواق الآسيوية بخصومات تعد الأكبر منذ العام 2008م، لتنافس النفط السعودي الذي يتمتع بمراكز ثقل كبيرة في آسيا.

وبحسب "رويترز"، هبط خام القياس العالمي مزيج "برنت" 51 سنتاً إلى 30.33 دولار للبرميل، وتراجع الخام الأميركي إلى مستوى 26.70 دولاراً للبرميل من مستوى الافتتاح بـ27.26 دولاراً، وسجل أعلى مستوى عند 27.46 دولاراً وأدنى مستوى بـ26.68 دولار، وهو الأدنى منذ العام 2003م.

وقال مدير شركة "طاقة" الإماراتية في هولندا رينيه تسوانبول لصحيفة "الاقتصادية" أن إعلان إيران تخفيض أسعار نفطها إلى الأسواق الآسيوية "إجراء متوقع في إطار الرغبة المحمومة لدى طهران في القفز بمعدلات الصادرات النفطية واستعادة حصصها السوقية التي فقدتها مع بدء فرض العقوبات الاقتصادية عليها".

وأشار تسوانبول إلى أن حجم الخصم على النفط الإيراني "كبير وربما يكون الأكبر منذ نحو ثماني سنوات وهو ما يعكس اشتداد حالة المنافسة السوقية الحادة بين كبار المنتجين، في ضوء تنامي تخمة المعروض والتركيز على الأسواق الآسيوية باعتبارها أبرز مكونات منظومة الطلب العالمي على النفط الخام".

وقل مصدر إيراني مطلع لـ"رويترز" إن إيران عرضت على مشتري الخام الإيراني الثقيل خصما قدره 20 سنتاً دون سعر الخام العربي المتوسط السعودي، وهو خام من الجودة نفسها، في شحنات "مارس 2016م".

وأبقت إيران على سعر الخام عند خصم قدره 2.60 دولار للبرميل دون متوسط سعر خامات عُمان ودبي، وجاء ذلك بعدما رفعت السعودية الأسبوع الماضي سعر الخام العربي المتوسط 10 سنتات إلى متوسط سعر خامي عمان ودبي ناقصاً.

بدوره، نبه أستاذ الجولوجيا في جامعة كالغاري في كندا بيرنارد ماير لـ"الاقتصادية" إلى أن الإنتاج الأميركي "يواجه صعوبات كبيرة في ضوء ظروف السوق الحالية"، مشيراً إلى أن 150 شركة نفطية أميركية "قاربت على الإفلاس بسبب هبوط الأسعار إلى ما دون 30 دولاراً للبرميل مع تراجع الأمال في تعافي السوق سريعاً".

من ناحيته، يقول متخصص في شؤون الطاقة في النمسا رودولف هوبر لـ"الاقتصادية" إن إيران "أعلنت قبل يوم واحد استعدادها للتعاون مع السعودية من أجل استعادة الاستقرار في السوق والمساهمة في إنعاشها من جديد، وهذا التصريح كان إيجابياً على نحو كبير وقاد أسعار النفط الخام إلى الارتفاع، لكننا فوجئنا في اليوم التالى بخفض أسعار بيع النفط الإيراني إلى أسواق آسيا على نحو كبير بهدف الإضرار بالنفط السعودي المتوسط الذي تعتمد عليه أغلب دول الاستهلاك في آسيا".

من جانبه، قال كبير محللي السلع الأولية لدى شركة "إس إي بي في" أوسلو بيارني شيلدروب للصحيفة نفسها: "إننا نشهد تراجعا في ظل عوامل أساسية ضعيفة"، مضيفاً أن "هناك حرب أسعار على الحصة الآسيوية وتوجد مخاوف من وصول طاقة التخزين إلى مستوياتها القصوى".

أضيف بتاريخ :2016/02/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد