آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد صادق الحسيني
عن الكاتب :
كاتب وباحث إيراني

«الإسرائيلي» يعدّ خيباته بانكسار والجنرال سليماني يتقدّم باقتدار...!


محمد صادق الحسيني

عندما يعترف المرشح لرئاسة هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير غولان في كلمة ألقاها قبل يومين في مؤتمر أمني في مدينة هرتزيليا شمال تل أبيب، ويقول :

إنّ كافة عمليات القصف الجوي والصاروخي الإسرائيلي ضدّ أهداف إيرانية في سورية، وعلى مدى أحد وعشرين شهراً الماضية، لم تؤدّ إلى ردع الجنرال قاسم سليماني وإنما جعلته يبتدع أساليب جديدة لإعادة انتشار قواته في سورية واستخدام تكتيكات عسكرية جديدة تضمن أمن قواته وحمايتها من الهجمات الإسرائيلية.

ويتابع الجنرال غولان قائلاً: إنّ هذه التكتيكات الجديدة للجنرال سليماني، ورغم قصفنا أهدافاً إيرانية بمعدل عشر مرات شهرياً، فإنّ الجنرال سليماني تمكن من مواصلة تحشيد قواته وتدعيم الوجود العسكري الإيراني في سورية.

واستطرد قائلاً: لذلك فإنّ من غير الممكن الانتصار في الحرب بواسطة العمليات الاستخبارية واستخدام النيران الدقيقة يقصد القصف الجوي أو الصاروخي لأهداف محددة دون عمليات برية .

والدليل على ذلك أنّ الجنرال سليماني لم يتوقف، لا بل حتى لم يخفض مستوى عملياته جراء القصف الإسرائيلي، وإنما عمد إلى توسيع وتعميق البنى التحتية العسكرية الإيرانية في سورية.

وتابع قائلاً: إنّ كلّ مَن يعتقد أنّ النظام الإيراني آيِل إلى السقوط فهو واهم.

5 ـ قد دفعت تصريحات الجنرال يائير غولان هذه، الوزير جلعاد أردان أن يردّ عليه، في كلمة له في المؤتمر نفسه، قائلاً: لعلّ من غير المناسب أن يصرّح جنرال إسرائيلي مرشح لرئاسة أركان الجيش بهذا الكلام علناً!

في هذه الأثناء أدلى رئيس الشاباك الإسرائيلي السابق، يعقوب بري، بدلوه محذراً من خطرين إضافيين إلى جانب الخطر الإيراني ألا وهما:

قيام حزب الله بمساعدة حماس في بناء مصانع لإنتاج الصواريخ.

حصول حرب. مقصودة مع حماس بسبب الأوضاع المشتعلة والتوتر في المنطقة.

من هنا فإنّ من الضروري وضع عمليات محاولة الإغارة، التي قامت بها التشكيلات الجوية الإسرائيلية يوم أمس أول من أمس ، ضدّ أهداف عسكرية سورية في حماة وبانياس، نقول من الضروري قراءتها وتحليلها بشكل دقيق وسليم وبعيداً عن العواطف والضجيج الإعلامي.

وهذا بالضبط ما قام به محلل كبير للعمليات الجوية، وهو مواطن من إحدى الدول الأوروبية الكبرى، حيث علّق على تلك المحاولة قائلاً :

لقد تمّ تنفيذ المحاولة باستخدام تشكيلين جويين إسرائيليين. قام التشكيل الأول بالانطلاق من قاعدة روش بينا منطقة صفد باتجاه الشمال وصولاً إلى داخل الأجواء التركية غرب الاسكندرون. بينما انطلق التشكيل الثاني من قاعدة رامان دافيد قرب حيفا متجهاً إلى الأجواء اللبنانية.

بعد وصول التشكيل الأول، المكوّن من أربع طائرات أف 16، الأجواء التركية بدأ التشكيل العامل في الأجواء اللبنانية بتنفيذ سلسلة إجراءات توجيه عملياتي لضمان نجاح التشكيل الثاني في التسلل إلى أقرب النقاط التي تسمح لمقاتلاته باستهداف المواقع العسكرية السورية.

كانت قوات الدفاع الجوي السورية ومعها وحدات الحرب الالكترونية تتابع التشكيلات «الإسرائيلية»، ومنذ لحظة انطلاقها من قواعدها الجوية، وتتابع مسارها أيضاً محددةً بذلك أهداف العدوان. وقد كان قرار القيادة العسكرية السورية بالتصدّي للعدوان وإفشال أهدافه أو منعه من تحقيقها سواء بالوسائط الصاروخية للدفاع الجوي أو بواسطة إجراءات وحدات الحرب الالكترونية، التي شاركت في عملية التصدي أول من أمس ، وتمكنت من أن تحرف عدداً من الصواريخ الإسرائيلية عن أهدافها وتدميرها.

وهذا يعني نجاح القيادة العسكرية السورية في منع العدو من تحقيق أهدافه، وبغضّ النظر عما يُثار في بعض النقاشات حول عدم تدخل الدفاع الجوي الروسي أو غير ذلك من الفتاوى التي تفتقد للدقة والمهنية، بالتالي فإنّ القيادة السورية قد اتبعت تكتيكات عملياتية لها ما يبرّرها، ولكنها كانت ناجحة للغاية رغم عدم إسقاط أي طائرة معادية. وهو أمر لا بد أن يكون قد شمل أحد عناصر اتخاذ القرار السوري.

وعليه فإنه يعتبر أنّ المحاولة الإسرائيلية هذه ليست أكثر من فشل جديد يُضاف إلى سلسلة الفشل التي أصيبت بها «إسرائيل» في عملياتها السابقة. وهو ما يؤكد، حسب رأي الخبير، بأنّ التعامل الروسي والسوري مع هذه المحاولة الفاشلة كان مهنياً ودقيقاً وناجحاً، طبقاً للمعلومات المتوفرة لدينا.

إنه عالم يتقدّم ويسمو صعوداً بأنفاس المقاومين الذي يرسم معالمه رجال من أفخر معادن أعماق بلادي…

وعالم ينهار ويتقهقر إلى قعر جهنم رويداً رويداً…

يخطّ قدره الإسرائيليون على جباههم المتكسّرة فوق شقوق صحارى بلادي…

بعدنا طيّبين، قولوا الله.

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2018/09/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد