آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. حسن مرهج
عن الكاتب :
إعلامي وخبير بالشؤون الشرق أوسطية

إيران.. بين الإرهاب والسياسة الخارجية


الدكتور حسن مرهج

قبل الدخول في تفاصيل العمل الإرهابي الذي حصل في الأهواز، هناك أسئلة تفرض نفسها بقوة في سياق التطورات التي حصلت مؤخرا في الشرق الأوسط، و هنا لا يمكن الفصل بين تداعيات انتصار محور المقاومة، و بين ما حدث مؤخرا في الأهواز، فالربط بين تسلسل الحوادث الإرهابية في إيران، يقودنا مباشرة إلى جُملة من الأسئلة التي تتمحور عن التهديدات التي تحيط بإيران قيادة و شعبا، و هنا يمكننا القول بأن هذه التنظيمات الإرهابية لا يمكن لها أن تقوم بأي عمل إرهابي دون تخطيط و تنسيق من المخابرات الأمريكية و السعودية و الإماراتية، في هذا المعطي لا بد أن نَذكر تهديد ولي العهد السعودي لجهة نقل المعركة إلى داخل إيران، و من المؤكد أن رسالة ابن سلمان جاءت متأخرة لكنها تأتي بالتزامن مع حوادث إرهابية عديدة استهدفت مراكز حيوية في طهران، إضافة إلى مرقد الإمام الخميني، و في عمق هذه الحوادث، نقول أن هناك حرب استخباراتية تُحاك ضد إيران صاحبة الدور الإقليمي المؤثر، و التي ترمي إلى إجبار إيران بأي ثمن على تغير سياستيها الخارجية، و التي تقف فيها إلى جانب القضايا العربية المُحقة.

إذا تأملنا في طريقة الهجوم لأخير على العرض العسكري في الأهواز، فإننا نستنتج بأن هناك أيد خارجية أعطت الأوامر لتنفيذ هذا العمل الإرهابي، و في هذا رسالة من واشنطن و عملاؤها إلى القيادة الإيرانية، إضافة إلى انتهاء زمن الحروب بالوكالة و الانتقال إلى المواجهة المباشرة، و من الواضح أن واشنطن و تل أبيب لا تُخفيان رغبتهما في تفجير الأوضاع في الداخل الإيراني، فبعد فشل المخطط الأمريكي في سوريا و المنطقة، لا بأس من التعويض عن تلك الهزائم بضرب دول محور المقاومة من الداخل، إضافة إلى أن إيران حسمت سياسيا الكثير من الملفات المرتبطة في العراق و لبنان، و هنا نتحدث عن الانتخابات التي فاز بها مقربون من إيران، و للمفارقة أنهم ليسوا من الطائفة الشيعية، و هذا بحد ذاته انتصار استراتيجي لسياسة إيران في المنطقة، و تفوقها على السياسية الأمريكية.

في دلالات العمل الإرهابي في الأهواز، نقول و بكل صراحة، بأنه امتداد للأحداث التي ضرب البصرة في الفترة الماضية، هي أحداث كانت تهدف إلى حرب شيعية – شيعية، و بمباركة من القنصلية الأمريكية في البصرة، لكن الوعي الشعبي قضى على الخطة الأمريكية، و بالتالي فإن العمل الإرهابي في الأهواز استكمالا للسياسية الأمريكية في محاولة لإيجاد التفرقة بين العرب و الفرس، و هذا ما أكده المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حين اتهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف عرضا عسكريا في مدينة الأهواز جنوب غرب البلاد، وشدد خامنئي، في بيان منشور على موقعه الرسمي، على أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة مؤامرات تحيكها “الدول الإقليمية دمى الولايات المتحدة”، بهدف نسف أمن الجمهورية الإسلامية، و قد أوعز خامنئي أجهزة الأمن الإيرانية بملاحقة المتورطين في الاعتداء الدامي بسرعة ومحاكمتهم، دون ذكر أسماء “حلفاء واشنطن” ، لكن في إشارة واضحة إلى خصوم إيران الخليجيين وبالدرجة الأولى السعودية، و من المفيد أن نذكر بأنه قد تم قتل ثلاثة من الإرهابيين و اعتقال أخر، و القادم من الأيام سيكشف المزيد من الوقائع حول تفاصيل هذه العملية الإرهابية.

في المحصلة، و من خلال قراءة المعطيات السياسية و الميدانية في الشرق الأوسط، يمكننا القول بأن التصعيد في داخل دول محور المقاومة سيكون عنوان المشهد القادم، لا سيما بعد الصفعة القوية التي تلقاها الغرب إبان اتفاق سوتشي حول إدلب، يضاف إلى ذلك الهزائم الإستراتيجية التي منيت بها واشنطن و أدواتها على امتداد الإقليم، و بالتالي ليس مستغربا أن نشهد بين الفينة و الأخرى حوادث إرهابية في دول محور المقاومة، هذه الحوادث المتوقعة لن تكون إلا سببا للمزيد من التصدي للخطط الأمريكية، إضافة إلى تأكيد المؤكد لجهة المآزق و الانكسارات التي ستكون سببا في القضاء على الإرهاب الأمريكي ..  قريبا جدا.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/09/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد