آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سارة المقطري
عن الكاتب :
إعلامية من اليمن

المهرة … ودائرة المخطط السعودي الإماراتي في اليمن

 

سارة المقطري

برز إلى السطح مؤخرا صوت يعلو من محافظة المهرة اليمنية والتي كانت والى فترة ليست ببعيدة خارج دائرة الصراع الحالي في البلاد منذ إطلاق عاصفة الحزم على اليمن في ال 25 من مارس 2015.

وعلى الرغم من ثرواتها التي تمثل مطمع طبيعي لكل من الدول (المعتدية على اليمن) وكل دولة تريد السيطرة عليه، فهي الواقعة في أقصى الشرق اليمني وثاني أكبر المحافظات في البلاد ومن حيث الجوار فهي تلامس الحدود الغربية لسلطنة عمان وتحدها حضرموت ومن الناحية الشمالية الربع الخالي وبحر العرب جنوبا.

مع كل هذه المقومات يبزر السؤال لماذا كانت المهرة خارج المطامع لدول التحالف منذ انطلاق العاصفة قد يعود ذلك لأمرين:

لمشيخة وقبائل المهرة علاقات وثقة متبادلة مع سلطنة عمان وفي العام 2017 أصدرت السلطنة مرسوما يقضي بمنح الجنسية العمانية لبعض الأسر المهرية واستفاد من هذا المرسوم 69 شخصا من ضمنها أسرة أحدى القيادات الجنوبية السابقة , بالإضافة لتقديم مشاريع تنموية ومد جسور متينة مع القوى القبلية هناك  , وسلطنة عمان لعبت دور الوسيط في اليمن وجمعت أنصار الله وسعوديين على طاولة واحدة , بالتالي لا تستطيع السعودية أو الإمارات أن تضغط على السلطنة وهي الحاضرة قبليا واجتماعيا ,كما أن المهرة وليست كغيرها من المحافظات التي استوطنتها (الإمارات ), بالإضافة أن المجتمع المهري شبه منغلق على السعودية ومنفتح أكثر على العمانيين.

موقعها الجغرافي في أقصى البلاد جعلها تنأى بنفسها كما أن السعودية كان لها محاولة للسيطرة عليها في الثمانينات وحتى بعد الوحدة بين شطري اليمن، بالإضافة إلى الضغط الذي كانت تواجه من قبل أنصار الله والجيش واللجان الشعبية في بدء الحرب جعلها تؤجل هذا الطموح.

 المشروع عاد إلى الواجهة من جديد وبدأت الإمارات والسعودية طرق أبواب محافظة المهرة، وأقامت علامات أسمنتية تمهيدا للشروع في بناء أنبوب نفطي ادعت من خلاله أنها تجري مسح ميداني لإعمار وتنمية اليمن، لكنها في حقيقة الأمر لا تبحث سوى عن موطئ قدم جديد جاء ذلك نظرا لعدة عوامل:

خسرت السعودية في عدن والمحافظات الجنوبية وتواجه سخط شعبيا كبيرا يتسع يوم بعد الأخر حتى أن حكومة هادي لم تستطع كبح جماح الشارع.

لم يستطع التحالف إحداث أي اختراق في جبهة الشمال اليمني وخاصة مواجهته مع أنصار الله، بل على العكس يتلقى كل يوم ضربات شرسة وصلت إلى مطاراتها وموانئها.

الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بات يشكل ضغط كبير على التحالف مع إطالة أمد الحرب وتردي الوضع الإنساني بشكل كبير، وانتشار المجاعة والأمراض وهو لا يضغط فقط على السعودية بل يشكل كل ذلك حرج كبير للمنظمة الأممية بعد أن تزايد الاتهام لها أنها لا تستطيع التأثير على الأقل في الجوانب الإنسانية.

الولايات المتحدة أيضا تضغط بشكل مباشر على السعودية وما تصريحات ترامب الأخيرة حول حماية السعودية إلا شكل من أشكال الضغط عليها طالما أنها لم تحقق أي انجاز يذكر في الملف اليمني.

كل هذه الضغوط دفعت بالتحالف أن يبحث عن ساحة جديدة في اليمن لتحقيق انتصار بسيط على الأقل لكن كل تلك المحاولات جوبهت برفض شعبي وقبلي وكان مشهد موكب العميد علي سالم الحريزي أثناء وصوله إلى الغيضة من الشحر والحشد الكبير من مختلف قبائل المهرة التي كانت باستقباله بعد أن وجهت قيادة التحالف اعتقاله على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المحافظة رفضا للأستحداثات العسكرية والمنشآت التي تقوم بها.

السعودية اليوم تعيش أزمة حقيقية وقد لا تستسلم ولكنها سَتُغرِق نفسها في المستنقع التي وضعت نفسها فيه قريبا ولن تبحث عن أي قشة لتتمسك بها.
والأيام بيننا

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/10/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد