التقارير

تقرير خاص - #صدام_حسين من مجرم حرب إلى ’شهيد بطل’!

 

في غرفة ممتلئة بالأجهزة المتعددة والمتنوعة بين أسلاك الكهرباء والآلات الحديدية، يقف أمام الكاميرا يشرح طرق التعذيب: الصعق بالأسلاك الكهربائية، والخنق بالأدوات الحديدية، والضرب فوق الرأس و وضع الأداة الحديدية داخل الفم لإقتلاع الإسنان، و الوقوف بالساعات وحول العنق سلسلة حديدية، ومتى ما أتعبه الوقوف حكمت السلسة بنهاية الحكاية!

 

ومن الغرفة المظلمة والتي تحكي أبشع طرق التعذيب خلال اجتياح الرئيس العراقي للكويت، وثّقت "الجمعية الكويتية للدفاع عن ضحايا الحرب - لجنة مناهضة التعذيب" طرق التعذيب، ونشرت فيديو عبر موقع اليوتيوب، نُشر بتاريخ 27‏/06‏/2009م. “حرب الكويت" وماصاحبها من معاناة، يتذكرها اليوم الشعب الكويتي على وجه الخصوص، بالتزامن مع تاريخ "28 فبراير” الذي سجّل ذكرى تحرير الكويت.

 

حرب الخليج الثانية

"حرب الخليج الثانية"، تسمى أيضاً عملية "عاصفة الصحراء" أو حرب "تحرير الكويت” (التي استمرت 17 يناير إلى 28 فبراير 1991)، وهي حرب شنّتها قوات التحالف المكوّنة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق، بعد أخذ الإذن من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.

عام 1990 اتهم العراق الكويت بسرقة النفط عبر الحفر بطريقة مائلة، وعندما اجتاحت العراق الكويت فُرضت عقوبات اقتصادية على العراق وطالب مجلس الأمن القوات العراقية بالانسحاب من الأراضي الكويتية دون قيد أو شرط.

 

مجرم وشيطان

أما الحديث عن التلذذ بالتعذيب ومن الذي مارسه؟!

ذكرت قناة " الأم بي سي" السعودية أثناء حديث لها عن المسلسل الكويتي "ساهر الليل وطن النهار" والذي يحكي قصة غزو الريئس العراقي إلى الكويت، بأن "التلذذ بالتعذيب.. شعار رفعته ميلشيات الرئيس العراقي "صدام حسين"خلال اقتحامهم لدولة الكويت، حيث مارست قواته كل وسائل التعذيب وإرهاب الأسرى، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية".

 

وبمجرد دخول قوات "صدام" إلي أرض الكويت وتمكنهم من القبض على المئات من الأسرى العسكريين، قرر قادة الميلشيات استخدام أبشع وسائل التعذيب من السجن الانفرادي حتى الإعدام رميا بالرصاص، هكذا تابعت القناة سردها عن المسلسل الذي يحكي الغزو العراقي.

 

إما الاعتراف بقوات "صدام حسين" وبالكويت كجزء من الجمهورية العراقية، أو الإعدام…. خياران لا ثالث لهما، وجد الأسرى الكويتيين نفسهم أمامهما، ولكنهم قرروا الموت بشرف والاستشهاد للدفاع عن ديرتهم، بحسب أحداث المسلسل التي تدور خلال الغزو العراقي للكويت في التسعينات من القرن الماضي.

 

صورة "صدام" كمجرم وشيطان تناولها الإعلام الخليجي وغيره من باقي دول العالم، حيث انتجت الكويت، مسرحية "سيف العرب"، وهي مسرحية كوميدية كويتية عرضت عام 1992، تحكي عن فترة الغزو العراقي للكويت عام 1990، عرضتها القنوات الخليجية.

 

في الوقت الذي اقتحم فيه صدام حسين الأراضي الكويتية، وبعد احتلاله للكويت بفترة قصيرة، بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بإرسال القوات الأمريكية إلى السعودية، وقد سميت هذه العملية باسم درع الصحراء، وفي نفس الوقت حاول اقناع عدد من الدول الأخرى بأن ترسل قواتها إلى مسرح الأحداث.

 

فأرسلت ثماني دول قوّات أرضيّة لتنضم إلى القوات الخليجية المكونة من البحرين، الكويت، عُمان، قطر، السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وألوية الولايات المتحدة الثقيلة، البالغ عددها 17 لواءً، والخفيفة البالغ عددها 6 ألوية، بالإضافة إلى تسعة أفوج بحرية أمريكية.

 

وكانت أربع دول قد أرسلت وحدات من طيرانها الحربي، لينضم إلى سلاح الجو السعودي، القطري، والكويتي، بالإضافة إلى الأمريكي، البحرية الأمريكية، وسلاح طيران البحرية الأخيرة، مما جعل عدد المقاتلات الجويّة ثابتة الجناح يصل إلى 2،430، كلها تهدف لمحاربة المجرم والطاغي "صدام حسين".

 

العراق… وصولاً لإعدام صدام

ونتيجة إلى الغزو العراقي للكويت، أصدرت الأمم المتحدة قرار الحصار على العراق، رقم 661 الذي صدر في يوم 6 أغسطس 1990 ، ونص على اقرار عقوبات اقتصادية خانقة على العراق لتجبر قيادتة آنذاك على الانسحاب الفوري من الكويت، وقد تلى هذا القرار عشر قرارات متتالية تقريباً، تحذره من عواقب بقائه بالكويت وتحديه للمجتمع الدولي.

 

في العام 2003، كان العراق على موعد مع غزو أجنبي أدى إلى احتلال العراق عسكرياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا حسب تعريف مجلس الأمن لحالة العراق في قانونها المرقم 1483 في 2003م, وانتهت الحرب بسيطرة الولايات المتحدة على بغداد.

 

فجر السبت (العاشر من ذو الحجة) الموافق 30-12-2006، نُفذ حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس العراقي السابق "صدام حسين" بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وانتهت بذلك مرحلة من تاريخ العراق الذي حكمه صدام لنحو ربع قرن.

 

قناة الجزيرة.. وطلب تسجيل الشهادة في صدام حسين

 

بعد مرور عام على إعدام المجرم "صدام حسين" نشرت قناة الجزيرة عبر موقعها الإلكتروني استطلاع تحت عنوان "سجل شهادتك في صدام حسين".

وجاء في الاستطلاع.. بعد مرور عام على إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فجر أول أيام عيد الأضحى الموافق 30 ديسمبر 2006، في حادثة فريدة وأولى في إعدام رئيس عربي، بعد محاكمته من قبل المحكمة الجنائية المختصة في العراق وإصدار الحكم عليه في نوفمبر 2006 بالإعدام شنقا وإقراره من قبل محكمة الاستئناف العراقية يوم 26 ديسمبر/كانون الأول 2006.

في نهاية حقبة طويلة دامت 35 عاما من تاريخ العراق والأحداث التي أعقبت هذا التاريخ ومع استمرار احتلال هذا البلد، أبرز موقفك من هذه الشخصية المثيرة للجدل حاكما ومحكوما بإجابتك على الأسئلة.

 

ووضعت القناة ثلاثة أسئلة وهي ..

- هل ترى أن صدام حسين كان حاكما دكتاتوريا أم بطلا قوميا؟

- هل تعتقد أن صدام حسين حظي بمحاكمة عادلة؟

- هل تعتقد أن آلية إعدام صدام تنم عن رغبة في تحقيق العدالة أم رغبة في الانتقام؟

 

وتتضمن الأسئلة التي طرحتها القناة التشكيك في عدالة المحاكمة التي حظي بها المجرم، بالإضافة إلى الإشارة المبطنة في الأسئلة بأن المحاكمة كانت رغبة في الانتقام لالتحقيق العدالة، وأن صدام كان بطلا قوميا.

 

انقلاب الصورة من طاغي إلى شهيد..

كيف لمجرم احتشدت الجيوش لمحاربته.. أن تُقلب صورته الحقيقة من طاغي إلى شهيد؟!

ولصالح من عمل الإعلام الخليجي إلى تسمية مجرم ارتكب مجازر في حق الإنسانية سواء في العراق نفسه، أو في الكويت أثناء غزوه لها؟

وما زالت عوائل الشهداء الكويتين وعوائل الآسرى خير شاهد على طاغي مارس أبشع الجرائم في حق الإنسان .

 

ومابين الحقيقة والكذب المزور إعلام طائفي يسعى لشق وحدة الأمة، عبر تزوير الحقائق، وغزو فكر الرأي العام..

ليبقى السؤال لصالح من يُسمى المجرم والمحتل لأرض الكويت والمرتكب جرائم بحق الإنسان.. بشهيد العروبة والأمة الإسلامية؟؟

أضيف بتاريخ :2016/02/28