آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طالب الحسني
عن الكاتب :
كاتب وصحفي يمني

اليمن: حلفاء السعودية يرغبون بمبادرة خليجية جديدة بعد تسوية بين الرياض وصنعاء.. فهل يقبل أنصار الله وحلفاؤهم؟

 

طالب الحسني

لم يعد بالإمكان إعادة القوى التي سقطت في 2014 إلى العاصمة اليمنية صنعاء على ظهر دبابات وطائرات التحالف الـ300 الذي تقوده السعودية منذ مارس 2015 وبدعم أمريكي تراجع مؤخرا، بالتالي الأمور تتجه نحو المسار السياسي ولكن بشروط المنتصر مع حفظ ماء الوجه السعودي، عبر تسوية يمنية سعودية، هذه قناعة حلفاؤ الرياض من هذه القوى (الشمالية) المنضوية تحت جناح ما يسمى الشرعية، يقولونها لبعضهم في السر وربما مستقبلا في العلن وللسعودية، انتهى ومن أول السطر.

المعادلة الصفرية التي كانت عنوان ” عاصفة الحزم ” وكررها محمد بن سلمان ومسؤلون إماراتيون أكثر من مرة عندما تحدثوا عن استحالة السماح بقيام ” حزب الله جديد ” جنوب السعودية ويشيرون إلى حركة أنصار الله وحلفائها ،  سقطت وربما إلى الأبد ، واتفاق استوكهولم و ” تسوية ” الحديدة التي تعززت بقرار من مجلس الأمن الدولي 2154 وإجماع دولي على ضرورة إنهاء الحرب في اليمن ، تمثل ترجمة عملية لهذه الحقيقة

العودة إلى المسار السياسي آخر انتصارات الصمود اليمني أمام الغطرسة السعودية الإماراتية وغياب الحكمة  والأخلاق والإنسانية ، وانتصار كبير للقوى السياسية والعسكرية التي فرضت هذا المسار كخيار وطريق إجباري بدأ يسلكه التحالف بعد 4 أعوام قاسية من العدوان غير المبرر على اليمن ، تركت الآلاف من الأسر موجوعة على أحبائهم الذين استشهدوا بقصف الطيران ” الأمريكي ” وبالصواريخ والقنابل ” الأمريكية الأوروبية ” لكن بأيدي “عربية ”  هذا وجع آخر ونزق جديد يضاف إلى أشباهه من الحروب المماثلة منذ منتصف القرن الماضي .

أي تكن تفاصيل الحل السياسي ” القادم لا محالة ” فهي غير مهمة أكثر من  استسلام السعودية والتحالف الذي تقوده للأمر الواقع ، هذا الواقع يقول التالي ، ليس بإمكان الرياض وأبوظبي أن تعيدان القوى ” الحليفة لها ” لتكون حاكمة مجددا في صنعاء ولا أيضا تركيب نظام جديد موالي ويحج إلى ” قصري اليمامة والحصن ” في الرياض وأبوظبي ، ثمة متغيرات جديدة وخارطة سياسية بديلة ، إن لم تكن السعودية مؤمنة بذلك فعليها أن تستطلع الانطباع السائد في اليمن من المهرة أقصى الحدود الجنوبية الشرقية الحدودية اليمنية العمانية والسعودية ، وبالمناسبة فإن هذه المحافظة هي الأخرى ترفض أي تواجد عسكري سعودي تحت أي عنوان  على ترابها وتحشد لذلك اجتماعيا سياسا وعسكريا ، وحتى أقصى الحدود الشمالية اليمنية السعودية في محافظة صعدة ، مركز انطلاق التغيير ، فكل شيء مختلف تماما ومغاير كليا ، وآخر المتغيرات ” مقتل وغياب صالح ” الرئيس القوي الذي كان حليفا استراتيجيا للسعودية في أكثر مراحل حكمة التي استمرت 33 عاما ، بزعامة حزبه ( المؤتمر الشعبي العام ) التيار القوي لهذا الأخير بقيادة صادق أمين أبو راس ، لا يزال حليف لأنصار الله ويرأس أحد قياداته ( د. عبد العزيز بن حبتور ) رئاسة وزراء حكومة الإنقاذ الوطني بالعاصمة صنعاء وتدير ثلاثة أثلاث الكتلة السكانية لليمن ، 23 مليون مواطن من أصل 30 مليونا تقريبا ، رغم محالات كثيرة سعودية إماراتية لدق اسفين بين الحليفين اللذين ذهبا إلى مشاورات السويد بوفد موحد برئاسة محمد عبد السلام ، بعد أن كانا يذهبان بفريقين في وفد واحد  كما كان الوضع  في المشاورات السابقة 2015 -2016 ،  وهي إشارة إلى متانة العلاقة ، على خلاف رغبة الرياض وأبوظبي وواشنطن .

نعود إلى القناعات التي تترسخ بشكل كبير وعلى وقع اقتراب الحل السياسي الذي سيحل محل الحرب إن نجحت جهود الأمم المتحدة ونضج العقل السعودي قليلا ، فأبرز حلفائها المنضويين ضمن ” الشرعية ” باتوا على قناعة بأنهم سيخضعون للتسوية وأقرب محطاتها ستكون في يناير المقبل اذ من المتوقع بدرجة كبيرة بحث الفترة الأنتقالية بكل استحقاقاتها بما في ذلك سقوط “شرعيتهم” الممنوحة من الأمم المتحدة  والمفروضة شعبيا وواقعيا ، مقابل إضفاء شرعية أممية للسلطة الانتقالية الجديدة إذا تم الاتفاق ، لكن الضمانة الأقوى لحجز أماكن  معينة لهم  في مستقبل اليمن ، لن تكون سوى بالدفع نحو تسوية سعودية يمنية طرفا هذه التسوية أنصار الله وحلفاؤهم من جهة والسعودية من جهة ثانية ومن ثم الانتقال إلى صياغة تسوية  على غرار ما أطلق عليه المبادرة الخليجية لضمان إعادة جزء من النفوذ الذي خسروه دون الحاجة لانتظار انتخابات لن تكون نتائجها لصالحهم لكثير من الأسباب أبرزها أن أغلبهم لا يمثلون قوى سياسية وسط شبكة من المتغيرات من بينها سقوطهم من مراكز النفوذ التي كانت تمثل الركائز الأساسية لوصولهم للسلطة في الماضي ، باستثناء حزب الإصلاح الذي خسر هو الأخير معظم قاعدته الشعبية ، أضف إلى ذلك الوضع المعقد في المحافظات الجنوبية ( الكثير منهم يريد الإنفصال ) هذه التسوية التي يرغبون الدفع باتجاهها ، من المؤكد أنها ستكون مرفوضة من قبل أنصار الله وحلفائهم ومن المستبعد كثيرا القبول بصفقة من هذا القبيل وخصوصا في هذه المرحلة علاوة على أن أبرز أسباب الإلتفاف حولهم شعبيا هو مواجهتهم ومناهضتهم للسعودية وتدخلها العسكري .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/12/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد