آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
ربى يوسف شاهين
عن الكاتب :
كاتبة سورية

سجل فنزويلا التاريخي لا تُمحيه سياسات واشنطن المحتالة

 

ربى يوسف شاهين

أمريكا اللاتينية، والتي تعد فنزويلا إحدى أهم الدول فيها، كانت في  حقبتها الأولى أول منتج عالمي للبترول والمورد الرئيسي للمواد الأولية اللازمة للانتشار العسكري الأمريكي للتدخل في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كان مجموع صناعة البترول بيد الشركات الغربية.

ولدت الديمقراطية فيها بيوم 23/كانون الثاني 1958 إثر انتفاضة شعبية مصحوبة بعصيان عسكري، تسلم هوغو تشافيز السلطة فيها عام 1998 عندما كان 50%من المواطنين في بلاده تحت خط الفقر، بينما هي اغنى الدول النفطية والتي يقدر دخلها ب 850 مليون دولار في الشهر، واستطاع هذا القائد بان يرفع مستوى المعيشة لمواطنيه من خلال تأميم النفط وإعادة توزيع عائدته على المواطنين.

تعاونه ومساعدته للقائد فيدل كاسترو أب الثورة الكوبية، الذي تحدى القوة الامريكية العظمى لأكثر من نصف قرن  في محنته عام 1991،عند انهيار الاتحاد السوفيتي سُجلت له مع دولة الصين، وحينها قدمه فيدل كاسترو ” ابنه الروحي” ليتسلم القائد مادورو المهمة بطلب من الراحل تشافيز بانتخاب جماهيري كبير من الشعب الفنزويلي، وخلال حكمه منذ 2013، استطاع أن يحافظ على مكانته ومحبته ليصل ببلده خلال حكمه إلى مكانة متقدمة بين الدول الاقتصادية، التي استطاعت تأمين مستوى معيشي لائق لشعبها، وعرف بنهجه المقاوم لأمريكا ومخططاتها، فقد وقف في وجه المخططات الامريكية في الهيمنة الاقتصادية ودعم القضية الفلسطينية عبر لقاءات عديدة وجرت محاولات عديدة لاغتياله.

ترامب يوجه غضبه ليعزل مادورو عبر دعمه للمعارضة الفنزويلية، منصبا نفسه الآمر على بلدان العالم، ليعمد على تهييج  الشارع الفنزويلي بين مؤيدين ومعارضين، و ليخلق فوضاه التي ينهجها في كل موطئ قدم له، فما كان من الشعب الفنزويلي إلا أن انتفض والقادة العسكريين مؤكدين باعترافهم الشرعي برئيسهم مادورو.

اطماع ترامب لم تنتهي، فحقده على كل من يقف في وجه اسرائيل ويعارض سياسته الخاطئة حُكما منبوذ، حيث أن زمن التبعية التي ينهجها لم تعد موجودة، لكن ترامب لا يريد أن يعترف بذلك.

فنزويلا بثرواتها مطمع لأمريكا، وإمكانية وضع اليد عليها مستحيلة مع وجود مادورو، لذلك قام ترامب باللعب على ثغرات توجد في كل بلد، سياسات ترامب التي اخفق فيها في الشرق الأوسط، عاد ليحييها في أمريكا اللاتينية، لعله ينال شيئا من رضا نفسه على نفسه، لأن تبعات انهزامه وخسارته المتتالية، جعلت حتى أفراد حكومته من البنتاغون إلى مجلس الشيوخ يعارضون سياسته، فإلى أين يتجه ترامب بأمريكا؟، وإلى متى هذه التبعية لمن أثبتت سياستها وافعالها خلال عقود أنها استعمارية وانتهازية.

مادورو الرئيس الفنزويلي يعي جيدا حقيقة أمريكا، فكان موقفه واضح منذ البداية وخاصة نحو القضية الفلسطينية والحرب على سوريا والعراق، والأهم أن شعب فنزويلا ينهج نهج قائد يدرك جيدا أن الحق لا بد أن ينتصر.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/01/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد