آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
جيمس زغبي
عن الكاتب :
أكاديمي أمريكي من أصل لبناني و مؤسس و مدير المعهد العربي الأمريكي. كان يقدم البرنامج الأسبوعي فيوبوينت الذي بثه تلفزيون أبوظبي.

الجمهوريون فشلوا في لعب «ورقة إسرائيل»

 

 د. جيمس زغبي 

مع دخول إغلاق أجزاء من الحكومة الأميركية أسبوعه الرابع، قرر الجمهوريون المتعطشون لليّ ذراع الديموقراطيين، أن يلعبوا «ورقة إسرائيل»، ففشلت المحاولة.. فالمواجهة بين البيت الأبيض والديموقراطيين التي تسببت في الإغلاق هي نتيجة لإصرار الرئيس ترامب على أن أي ميزانية جديدة يعتمدها الكونغرس لهذا العام، يجب أن تتضمن أكثر من 5 مليارات دولار لتغطية تكلفة «الجدار» الذي وعد ببنائه على حدود الولايات المتحدة مع المكسيك. هذه هي المواجهة الثالثة من نوعها حول هذه المسألة ذاتها خلال العامين اللذين تولى فيهما ترامب السلطة.

قبل سنة بالضبط، عرض الديموقراطيون على الإدارة تسوية على شكل مقايضات يوافقون من خلالها على دعم تمويل الجدار مقابل تنازلات يقدمها البيت الأبيض حول وضع القاصرين غير المسجلين. في البداية وافق ترامب، ولكن بسبب معارضة المحافظين المتشددين، تراجع ترامب عن الاتفاق وأخذ يوجه الإهانات للمهاجرين وأوقف تأشيرات «لَمِّ شمل العائلات».

والآن، مع سيطرة الديموقراطيين على الكونغرس، شدد الرئيس والجمهوريون في الكونغرس موقفهم، قائلين «لا جدار ولا ميزانية». ومع الاعتراف بأن موقفهم لا يمكن الدفاع عنه على نحو متزايد، لأن غالبية الجمهوريين لا يريدون أو لا يرون حاجة للجدار، فقد حاولوا اتباع نهج ذي شقين. فمن ناحية، حاول الجمهوريون في الكونغرس تحويل النقاش من «جدار» إلى الحاجة إلى تعزيز أمن الحدود. من جانبه، حاول ترامب والناطقون باسمه في البيت الأبيض، استخدام تكتيكات الخوف التي تحذر من آلاف الإرهابيين والمخدرات «التي تتدفق دون عوائق عبر الحدود».

وفي الأسبوع الثاني من المواجهة، عقب تولي الكونغرس الجديد لمهامه، أعلن الديموقراطيون أن الأولوية الأولى لهذا المجلس يجب أن تكون تمرير الميزانية وإعادة فتح الحكومة. وفي أول خطوة له، وافق مجلس النواب على مشروع قانون الموازنة الذي وافق عليه مجلس الشيوخ الجمهوري منذ شهر واحد فقط. ولم يتم إقرار مشروع القانون هذا في مجلس الشيوخ الخاضع لسيطرة الجمهوريين، وبالتالي لم يُعرض على مجلس النواب. وبعد تمرير مشروع قانون الميزانية، أرسله مجلس النواب الجديد الذي يسيطر عليه الحزب الديموقراطي إلى مجلس الشيوخ للموافقة عليه. ولأن ترامب الآن لا يوافق على هذا الحل الوسط، فإن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ يرفض تقديم مشروع القانون، الذي كان قد أيده قبل أسابيع قليلة، للتصويت عليه. وإلى أن يفعل ذلك، قال الديموقراطيون في مجلس الشيوخ إنهم يشعرون أنه من غير المناسب القيام بأي عمل آخر في مجلس الشيوخ.

في هذه المرحلة، حاول السناتور الجمهوري ماريو روبيو، بمباركة من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، أن «يسارع إلى» الديموقراطيين عن طريق تقديم مشروع «تعزيز أمن أميركا في الشرق الأوسط» إلى مجلس الشيوخ.

وينص الجزء الأول منه على زيادة المساعدات الأمنية الأميركية لإسرائيل. وينص الثاني على إعادة تفعيل التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة والأردن. ثم هناك ما يتعلق بفرض عقوبات ضد سوريا ومساعدة الشعب السوري. ويسمى الجزء الأخير من المشروع، «قانون مواجهة مقاطعة إسرائيل لعام 2019»، وهو محاولة لدعم الولايات والحكومات المحلية التي تجرّم أو تعاقب من ينخرطون في عمليات المقاطعة، أو سحب الاستثمارات أو العقوبات ضد «إسرائيل أو المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية».

من خلال وضع هذه البنود المناهضة لـBDS في مشروع القانون، بما في ذلك قسم آخر مرتبط بإسرائيل، يأمل الجمهوريون في تحقيق هدفين: كسر عزم الديموقراطيين الذين يعارضون إجراء «العمل كالمعتاد»، حتى يتم تمرير الميزانية واستخدام الدعم لإسرائيل في محاولة لدق إسفين بين اليهود الأميركيين والحزب الديموقراطي.

وهكذا، هناك مواجهة منذ ثلاثة أسابيع كاملة ولا يبدو أن ثمة نهاية في الأفق. لقد حاول الجمهوريون إثارة الرعب من جحافل المهاجرين غير الشرعيين واستغلال موضوع إسرائيل لكسر تصميم الديموقراطيين. وقد فشل كلا المجهودين. والآن، ربما يحاول الجمهوريون اللجوء لحيلة أخرى مثل طلب التفاوض بحسن نية. وقد ينجحون في ذلك.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2019/01/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد