آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حميدي العبدالله
عن الكاتب :
كاتب ومحلل سياسي

متى تُفتح الحدود العراقية ـ السورية؟

 

حميدي العبدالله

عقدت اللجنة السورية العراقية المشتركة اجتماعاً في دمشق كرّسته للبحث في فتح المعابر الحدودية، والمقصود بالدرجة الأولى فتح معبر القائم البوكمال. وأكدت تصريحات المسؤولين السوريين والعراقيين المشاركين في الاجتماع عزمهم على فتح المعبر في وقتٍ قريب، فهل فعلاً سيفتح هذا المعبر لاستئناف شريان التعامل التجاري بين البلدين؟

لا شك أنّ العقبات التي تعترض فتح المعبر ليست عقبات أمنية أو تقنية، فالجيش السوري أمّن الطريق داخل سورية، والجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي أمّنت الطريق أيضاً داخل العراق، وعلى الرغم من الهجمات التي تشنّها داعش بين فترةٍ وأخرى بالقرب من هذا الطريق، إلا أنها لا تشكل تهديداً كبيراً له لا سيما إذا اتخذت إجراءات إضافية من قبل بغداد ودمشق لتأمين العبور الآمن واستئناف حركة النقل البري بين البلدين.

لكن من الواضح أنّ هناك عقبة كبرى هي التي أخرت افتتاح المعبر لمدة تزيد عن سنة كاملة، ويتوقع أن تعرقل فتحه في وقت قريب، وهي المعارضة الأميركية لفتح المعابر بين سورية والعراق. الولايات المتحدة تزعم أنّ فتح المعابر سوف يقود إلى نقل السلاح من إيران إلى سورية، ولكن هذا الادّعاء غير صحيح، إذ أنّ استمرار إغلاق المعابر لا يحول دون نقل السلاح المزعوم، طالما أنّ قوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية تسيطر على الجانب العراقي من الحدود، وطالما أنّ الجيش السوري يسيطر على الجانب السوري، فهذا يعني أن نقل الأسلحة والذخائر ممكن الآن سواء فتحت المعابر أو لم تفتح، وبالتالي الحجة الأميركية لمعارضة فتح المعابر بين العراق وسورية هي حجة غير مقنعة.

الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة للضغط على الحكومة العراقية وتعطيل فتح المعابر بين سورية والعراق هي أسباب سياسية لها علاقة برغبة الولايات المتحدة بتعطيل أي تعاون فعال واتصال مباشر وواسع النطاق بين العراق وسورية من شأنه أن يخلق واقعاً يعكس تعاوناً فعّالاً بين روسيا وإيران وسورية والعراق بما يؤثر على توازن القوى الإقليمي والدولي بما لا يخدم النفوذ والهيمنة الأميركية والغربية، إذ من المعروف أنّ هناك غرفة تنسيق مشتركة لمحاربة الإرهاب تضمّ روسيا وإيران وسورية والعراق، وإذا ما فتحت المعابر، فإنّ ذلك ينعكس بتعزيز التواصل بين الدول الأربع على مستويات مختلفة، منها الربط الكهربائي، وربما خطوط نقل النفط والغاز، إضافة إلى تعزيز التبادل التجاري، وكلّ ذلك من شأنه خلق فضاء تجاري واقتصادي يساعد على تعزيز التعاون السياسي بين دول في غالبيتها تعاني من الهيمنة الأميركية والعقوبات المفروضة عليها.

كلّ ما تقدّم يؤكد أنّ فتح المعابر بين العراق وسورية يحتاج إلى موقف حاسم من الحكومة العراقية في مواجهة الاعتراض الأميركي، فهل تقدم الحكومة العراقية على اتخاذ مثل هذا الموقف الحاسم؟

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2019/02/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد