آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صالح السيد باقر
عن الكاتب :
كاتب إيراني

الإيرانيون يتحدثون عن تغيير استراتيجيتهم العسكرية

 

صالح القزويني

أجرت إيران في الآونة الأخيرة مناورتين عسكريتين وقالت أن الذي يميزهما هو انهما هجوميتان وليستا دفاعيتين كما كانت المناورات السابقة.

المناورة الأولى هي، النبي الأعظم صلى الله علیه وآله وسلم – 12 والتي أجرتها القوة البحرية لحرس الثورة الاسلامية في الثاني والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 2018 في جزيرة قشم بمياه الخليج الفارسي بجنوب إيران.

أما المناورة الثانية فهي التي أجرتها القوة البرية للجيش الإيراني الجمعة الماضية 25/1/2019 في محافظة اصفهان وسط ايران، وشارك فيها 12 ألف عنصر من مقاتلي الجيش الإيراني.

ومنذ ذلك الوقت والقيادات العسكرية الإيرانية تتحدث عن تغيير الاستراتيجية العسكرية الإيرانية من الدفاعية إلى الهجومية، وكل متلق لهذه التصريحات والتحركات والإجراءات يتبادر إلى ذهنه، أن القوات الإيرانية بدأت تتدرب على القيام بهجمات سواء كانت واسعة أو جزئية ضد الأهداف التي يمكن أن تشكل تهديدا لإيران.

وقد أعلن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الأحد الماضي، بشكل صريح أن القوات الإيرانية ستهاجم أي موقع أو بلد يحضر أويستعد لشن هجمات على إيران.

ربما يستغرب البعض من اللغة التي تحدث بها الإيرانيون في الآونة الأخيرة، ولكن لا غرابة في ذلك وما أعلنته طهران درجت عدة بلدان على القيام به منذ سنوات بل قامت بتشريعه، فعلى سبيل المثال فإن الولايات المتحدة هاجمت عدة بلدان ونفذت عمليات اغتيال واختطاف في بلدان أخرى، وكانت الذريعة التي ساقتها هي أن هذا البلد أو ذلك الشخص يهدد الأمن أو المصالح الأميركية.

وبغض النظر عن هذا التحول في الاستراتيجية العسكرية الإيرانية فإن السؤال المطروح هو هل أن الإيرانيين يشعرون أن أعداءهم بدأوا يعدون العدة للهجوم عليهم؟

وقبل أن نجيب على ذلك علينا أن نعرف من الذي يمكن أن يهاجم إيران وهل لديه القدرة على ذلك أم لا؟

طهران تدرج الولايات المتحدة الأميركية على رأس قائمة الدول المعادية لها، كما أن واشنطن لا تخفي عدائها لطهران والمساعي التي تبذلها من أجل الاطاحة بالنظام الإيراني وهذا الامر لا يقتصر على الرئيس الأميركي الحالي وإنما طالما سعت الحكومات الأميركية إلى ممارسة شتى الضغوط على طهران.

ولكن لا يمكن البت فيما إذا كان ترامب مستعد للمضي إلى أبعد الحدود في الضغط على إيران، بما في ذلك شن الحرب عليها، وذلك للأسباب التالية:

ـ أولا: كل من يتابع مواقف وتصريحات واجراءات ترامب لا يجد إلا شيئا واحدا وهو الحصول على المزيد من الأموال وخفض النفقات، وكل مشاكله مع العالم وحتى مع المنافسين له، تدور في هذا الإطار، فعلى سبيل المثال فإن أزمة الإغلاق الحكومي الحالي تدور في هذا الإطار حيث انه يريد منع المكسيكيين من دخول الولايات المتحدة لأنهم حسب رأيه ينهكون الاقتصادي الاميركي ويرى أن السبيل إلى ذلك هو بناء جدار، وبما أن الكونغرس أو بالأحرى المنافسين له من الحزب الديمقراطي يرفضون تخصيص مبلغ بناء الجدار في الميزانية لذلك قرر اغلاق الحكومة الفدرالية.

ترامب أعلن بصراحة أن الحكومات التي لا تدفع مبالغ حمايتها فأنها لا تستحق الحماية، فإذا كانت مشكلة ترامب مع الأميركيين والعالم هي المال فهل من المعقول أن يرصد تريليونات أخرى للحرب ضد إيران؟

ـ ثانيا: ترامب والمسؤولون الأميركيون يلمسون تراجع التأثير والنفوذ الاميركي في العالم وربما يدعوهم ذلك إلى المجازفة وتوجيه ضربات هنا وهناك أو حتى شن هجوم هنا وهناك ليقولوا للعالم أنهم لا يزالون أقوياء وهم الذين يقررون ما يريدونه في دول العالم.

ـ ثالثا: لا يمكن التنبؤ بقرارات ترامب وليس من المستبعد أن يقرر بين ليلة وضحاها بشن هجوم على إيران، خاصة وان أغلب القرارات التي يتخذها لا تخضع لقواعد أو قوانين يعرفها ويقرها الجميع.

ومع أن القيادة الإيرانية المتمثلة بالمرشد الأعلى آية الله السيد علي خامنئي طالما استبعد لجوء الإدارة الأميركية إلى شن الحرب على إيران، إلا أن هذا لا يعني عدم أخذ الحيطة والحذر وشن ضربات استباقية ضد الاستعدادات والتحضير لشن العدوان على إيران.

لا شك أن حديث الإيرانيين حول تغيير الاستراتيجية العسكرية كان قبل إطلاق بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية التبادل التجاري التي طالما دعت إيران إلى تنفيذها لذلك ليس من الواضح أن الايرانيين سيتحدثون مرة أخرى عن تغيير استراتيجيتهم العسكرية بعد اقرار الآلية أم لا، هذا ما سنكتشفه في المستقبل.


صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/02/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد