التقارير

تقرير خاص: كم عصفوراً ضرب إبن سلمان بحجر الأميرة "ريما"؟


رائد الماجد

فتح قرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة للسعودية في واشنطن، بدلاً من شقيقه الأمير خالد بن سلمان، والذي عُيّن نائباً لوزير الدفاع برتبة وزير، الباب أمام تساؤلات كثيرة.

أول سؤال يخطر بالبال هو عن سببب اتخاذ ولي العهد قرار ملكي في ظل غياب العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز عن البلاد إذ كان يتواجد حينها في مدينة شرم الشيخ لحضور القمة العربية الأوروبية، وأساساً سبب اتخاذه خذا القرار رغم وجود ملك للبلاد، هل هو تمهيد لانقلاب على والده أم تحجيم لقراراته؟

والسؤال الثاني يتعلق بمهمة الأميرة ريما، ابنة السفير السابق بندر بن سلطان الذي كانت له علاقات قوية جداً مع دوائر الحكم الأمريكية، والتي لا تملك أي خبرة سياسية داخلية أو خارجية، فهل مهمتها ستكون تبييض صورة إبن سلمان في الغرب وواشنطن تحديداً؟

مصائب قوم عند قوم فوائد، إذ أن سلسلة الظروف التي مرّ بها ولي العهد محمد بن سلمان عقب قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، جعلت الأميرة ريما تطير إلى واشنطن سفيرةً على الرغم من انعدام خبرتها السياسية.

الواضح أن الهدف من تعيين إبن سلمان للأميرة ريما سفيرة المملكة في واشنطن، وهي وجه نسائي عُرف عنه المطالبة بحقوق المرأة، هو محاولة تجميل وإعادة ترميم صورة السعودية لدى دوائر صناعة القرار الغربية، بعد أن قام بن سلمان باعتقال العشرات من الناشطات النسويات، وبعد تقارير أفادت بتعذيب مستشاره سعود القحطاني للمعتقلة النسوية لجين الهذلول في سجن ذهبان في مدينة جدة وضربها والتحرش بها والتهديد بقتلها وفق ما أفادت عائلتها، التي اختارت تصعيد الخطاب ضد إبن سلمان في الصحف الغربية.

إبن سلمان يحاول مجدداً كسب ودّ المنظّمات الحقوقية التي هاجمته في العواصم الغربية بسبب الاتهامات الموجّهة له بإصدار أوامر قتل جمال خاشقجي، واستمرار حملات الاعتقال العنيفة ضد الناشطين والناشطات السياسيين والحقوقيين، وتلويحه بإصدار عقوبات بالإعدام بحقهم بسبب اتهامهم بالتعامل مع منظمات خارجية.

تعيين امرأة في منصب سفيرة واستخدامها للدعاية في الخارج عن تمكين المرأة السعودية، في وقت تعتقل فيه السلطات الناشطات المطالبات بحرية المرأة وإسقاط الولاية عنها، هو انفصام بامتياز، ووفق الأعراف والقوانين السعودية، هل ستحتاج الأميرة لموافقة ولي أمرها للسفر ومتابعة عملها في الخارج كما يحدث مع النساء السعوديات، أم أن مصطلح تمكين المرأة الذي وُظفت من أجله الأميرة ريما هو خاص بأسرة آل سعود فقط وبناتها؟

أضيف بتاريخ :2019/02/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد