التقارير

تقرير خاص: #كوشنر و#إبن_سلمان.. من يستغل من؟

 

رائد الماجد

في أول اجتماع لجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي، مع الملك السعودي وولي عهده منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول بأكتوبر الماضي، كانت "صفقة القرن" وحشد الدعم لتنفيذها هي أهم الملفات التي وضعت على طاولة الطرفين.

شبكة "سي إن إن" الأمريكية أكدت أن كوشنر تجاهل التطرق إلى قضية خاشقجي خلال لقائه مع إبن سلمان، الجريمة التي عمل على التخفيف من آثارها على ولي العهد السعودي، واكتفى بمناقشة تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية، وتوحيد الجهود لتصب ضمن خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب الساعية إلى تسهيل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أو "صفقة القرن" بمعنى آخر، لا سيما أن كوشنر كان القوة الدافعة خلف قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

تلك الصفقة التي تسميها الإدارة الأمريكية بخطة "السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، والتي يطلَق عليها "صفقة القرن"، أعلنت واشنطن أنها ستطرحها بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرّرة في التاسع من أبريل المقبل، تلك الخطة التي تتضمن إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة "إسرائيل"، والتي تنال دعماً من السعودية والإمارات ومصر ودول عربية أخرى.

فكبير مستشاري ترامب، جاريد كوشنر قام بإعداد خطة سلام بين العرب وإسرائيل بالاتفاق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتتضمن خطة كوشنر تنازلات كبرى من أطراف عربية على رأسها السعودية والإمارات عن العديد من ثوابت القضية الفلسطينية، ويهدف الاتفاق إلى إنشاء دولة فلسطينية مدعومة ماليًا من قبل عدد من الدول على رأسها السعودية، ومن هذه التنازلات حكم ذاتي وتبادل للأراضي مع مصر والأردن.

كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن طبيعة العلاقات التي تجمع بن سلمان وكوشنر، وقد ظهر تأثير ذلك في قضية خاشقجي وكذلك في ملف حرب اليمن، ولم يكن معروفاً بالتحديد كيف نمَت هذه العلاقة ووصلت إلى هذا الحد من المتانة، حتى وصلت إلى المرحلة التي أصبح فيها كوشنر أهم المدافعين عن إبن سلمان في البيت الأبيض، خلال العاصفة الدولية الأخيرة ضده، جراء حادثة مقتل الصحافي السعودي.

كما حاول السعوديون، استغلال منصب كوشنر كمستشار في البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، للاتفاق على أجندة موحدة مع إدارة ترمب يتولون تنفيذها سوياً، أبرزها القضية الفلسطينية، والشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة، ومواجهة إيران.

وتأتي زيارة كوشنر للسعودية، في وقت تعاني فيه المملكة من عزلة دولية سببها الحرب على اليمن وقتل خاشقجي، عقبها أعمال متهورة لولي العهد لدرجة أنه صعد على سطح الكعبة للفت الأنظار وتحويلها عن الحديث عن الجرائم المتورط بها، حيث تمثل هذه الزيارة بالنسبة لمحمد بن سلمان فرصة ذهبية لمواصلة مساعيه الرامية إلى إعادة تأهيله دولياً.

وعلى مقلب آخر، أكد الملك سلمان هذا الأسبوع خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وقوف بلاده إلى جانب فلسطين، وحقها في إقامة دولة مستقلة عاصمتها "القدس الشرقية" من جهة، بينما أعلن نجله دعمه لكوشنر في "صفقة القرن" من جهة أخرى، أي هناك تباين بين رأي الملك وابنه، أو أنها خطة سياسية لتحيير المتابع للقرار السعودي، لكن جلياً يتضح أن الآمر الناهي في هذا الموضوع هو الصديق الصدوق لكوشنر، إبن سلمان، فهل يستغل كوشنر ثقل إبن سلمان في الشرق الأوسط وتأثيره على الفلسطينيين، أم أن إبن سلمان هو المتعطش لخص بمنصب كوشنر ليزيد من ثقله ويثبت الدعم الذي يستثمره ضد الشرق الأوسط؟

أضيف بتاريخ :2019/02/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد