التقارير

تقرير خاص: يوم المرأة العالمي في #السعودية.. استراحة ثم عودة للقوانين


رائد الماجد

لاتبدو طريقة إحياء اليوم العالمي للمرأة في دول الخليج الست متشابهة، إذ ينعكس الواقع الذي تعيشه المرأة في تلك الدول على طريقتها في إحياء المناسبة النسوية التي تحتفل بها كل نساء العالم.

وتتصدر المناسبة العالمية اهتمامات المدونين من الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي في دول الخليج على حساب موضوعات الحروب والإرهاب والتقشف وغيرها من الموضوعات التي تحتل في العادة الاهتمام الأول، في مؤشر على أن هناك الكثير مما يمكن قوله حول قضية المرأة الخليجية.

وتوحي آلاف التدوينات النسوية السعودية على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الاثنين، أن المرأة السعودية في حالة رضا تعكسه التهاني المتبادلة بمناسبة يوم المرأة العالمي، لكن ذلك قد لا يتعدى يوم المناسبة فقط والذي حولته السعوديات ليوم استراحة يبدأن بعده معركة جديدة لتحقيق مطالبهن.

يوم المرأة العالمي لم يمر دون التذكير بالمعتقلات في السجون السعودية بسبب مواقفهم المطالبة بحقوق المرأة، وهؤلاء هن: لجين الهذلول وإيمان النجفان وعزيزة اليوسف ونسيمة السعده وسمر بدوي ونوف عبد العزيز وهتون الفاسي ومحمد البجادي وأمل حربي وشادن العنيزي، اللواتي تعرضن منذ نحو عشرة أشهر لانتهاكات خطيرة تشمل التعذيب والتهديد بالاعتداء الجنسي، وتم ذلك أحيانا تحت إشراف سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

هذا فيما تحاول السعودية تسويق الخطوات والتعديلات التي قام بها ولي العهد، محمد بن سلمان، منذ توليه مقاليد الحكم تحت سقف "رؤية 2030" على أنها "إصلاحات" حولت فجأةً عباءة المرأة السعودية إلى وردية مصورةً لها عالمها على أنه "أكثر انفتاحًا"، إلا أن مايجري خلف الكواليس عكس ذلك تماماً، والانفتاح هذا لم يطال إلا نسوة العائلة الحاكمة، كالأميرة ريما التي أصبحت سفيرة المملكة في واشنطن.

فمثلاً، عندما روجت المملكة لقرار رفع حظر قيادة النساء للسيارات، قادت مقابل ذلك حملة اعتقالات واسعة لناشطات نسويات طالبن بقيادة السيارة، بـتهمة "الخيانة والعمل على تقويض استقرار المملكة".

فيما ظلّ نظام الولاية المفروض على المرأة يخيّم على كلّ تفاصيل حياتها، التي يقررها الرجال حولها، والذي يغطيها بعباءة تحجبها عن كثير من الأمور كالسفر والدراسة واختيار شريك حياتها أو اختيار الانفصال عنه، مهددة طوال الوقت بتهمة العقوق وبسوط هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

كما أظهرت احصائات أن نسبة النساء في ميادين العمل لا تتجاوز 13% من القوى العاملة، رغم إتاحة مجالات عمل جديدة للنساء، بينها تعلم الطيران وبعض الوظائف العسكرية، في محاولة لتصوير المرأة السعودية قائدةً للسيارة والطيارة والجيش، في الوقت الذي لا تستطيع فيه قيادة حياتها، محكومةً بنظام الولاية.

هذا اليوم بالنسبة للمرأة السعودية لا يقدم ولا يؤخر، وجل ما يمكن فعله في هذا اليوم هو كتابة بضعة منشورات واحتمال إقامة فعاليات لإحياء طقوسه لا أكثر، أما عن حقوق المرأة فلا يجدر بنا التعويل عليها فرغم كل المبادرات الحاصلة للمطالبة بتحسين وضع المرأة السعودية تبقى القوانين المقيدة هي الغالبة.

أضيف بتاريخ :2019/03/10