آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
بسام أبو شريف
عن الكاتب :
أحد المستشارين السابقين للراحل ياسر عرفات . وهو من مؤسسين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . صاحب وثيقة أبو شريف حول السلام .

فدائي عملية سلفيت: بدر في ليلة ظلماء

              
بسام أبو شريف

طلع البدر من سلاسل قرية طال شوقها للحرية، من حجارة نبعة كانت تدفع الماء رقراقا جففها المستعمرون…. اسمه “مجاهد شريف”، ورقمه لن يقرر إلا  في الخريف حينما تهب الرياح، وتنهمر من السماء أوراق الشجر، وقد تلونت بألوان الشهداء الأحمر والأرجواني والداكن…. لكنها كلها أوراق تتساقط لتعطي الأرض كي تثبت فيها حياة من جديد ، وتلد أطفالا ألعابهم حجر وعجلة من جديد.

يا بدر أيها المجاهد يا “مجاهد شريف”، أنت الذي حللت المعضلة، أنت الذي شققت الطريق بعد أن تاه الجهلة والعبيد، أنت الذي أبلغتك حجارة النبع الذي جففه الغزاة أن حل المعضلة لايأتي بالدوران حولها، أو بتضخيم عقدها بل بالفكفكة….
حللت المعضلة مع تلك الضفدعة… حين رأتك تستلقي على الأرض هناك وتنظر للسماء… اقتربت منك، وهي منفوخة الأوداج ورفعت رأسها غير آبهة لا تهيب ولاتحيد.

منفوخة هي… ورأت نفسها ضخمة ولو بانتفاخ، ودون أن تهابها أو تبتعد عنها وضعتها بغصن زيتون… جف من نزف الدمع على رضيع أحرقه الغزاة فانحنى رأسها من الألم… وارتد جسمها الى حجمه دون انتفاخ، وأمسكت بها… ومهما حاولت انفكاكا باءت أطرافها بالفشل… وقذفتها نحو جذع شجرة تين أحرقها الغزاة … فسقطت هامدة.

أنت حل المعضلة… أهجم وإن كان عدوك مدججا
أهجم وإن كان عدوك يتحرك في برج من حديد
أهجم فالبرج ينهار بقرصة عقرب، والحائط ينهار بمياه مطر، والجندي العنصري يرتعد تحت حديده إن أنت هاجمته بنشاب قوس أو بابرة بوص أو بثعبان ينزلق نحوه بين فتحات درعه الحديدي.
الهجوم حماية لامك وأخيك الرضيع
الهجوم دفاع عن أرضك وشجرك ووطنك
الهجوم وإن كان درع الغزاة قويا، لأن الهجوم هو الدفاع الايجابي عن أمنك وطريق الحفاظ على حقوقك، وتشريف للإنسان والمبادئ السامية التي علمنا إياها بالقلم، أهجم وربك الأكرم فالنصر لا تلده إلا الإرادة الصلبة والإيمان العميق بانتصار الحق .

يا مجاهد شريف: “فلسطين يا أرض الجدود، إليك لابد أن نعود”، وسنعود.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/03/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد