آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عمر عبد القادر غندور
عن الكاتب :
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

زيارة بومبيو... والنأي بالنفس


عمر عبد القادر غندور

… وماذا بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى لبنان، وما تركته من استنتاجات وتحليلات ونكهات أضيفت إلى الطبخة السياسية المعقدة في لبنان…

الأمر ليس بهذه الضبابية، لأنّ الزائر الأميركي لم يخف هدفه، وقد أعلنه من فلسطين المحتلة قبل وصوله إلى لبنان، وهو تطويق حزب الله وخنقه وجعله منبوذاً على الساحة اللبنانية وهو ما يتطلب قيام جبهة أو لوبي نواته نشطاء من فريق 14 آذار لا تخفى مواقفهم وسحناتهم على أحد، وقد تواصل معهم الزائر الأميركي وحثهم ووجّههم وحضّهم على إيقاع الفتنة بين اللبنانيين على خلفيات سياسية ومذهبية وطائفية وغرائزية لا يبقى بعدها وطن ولا دولة، وقد فاته أنّ في لبنان وطنيين سيحمون لبنان وتنوّعه وعيشه المشترك تصريحاً وتلميحاً وبالأسلوب الذي يفهمونه، ثم أدار ظهره ومضى…

ونحن نرى أنّ الإدارة الأميركية «الترامبية» المنهكة في مشاكلها لا تملك في لبنان غير أدواتها، وقد تبلّغ الزائر الأميركي موقفاً لبنانياً رسمياً من فخامة الرئيس ومن ثم أركان الدولة.

ورغم وضوح الأهداف التي أرادها الزائر من جماعته، لم يوضح لهم متى وكيف؟ وتركهم في ساحة مكشوفة خبرتهم من قبل!؟

لذلك نقول: لا خوف على لبنان وعلى وحدة أبنائه وعلى كيانه من موجة سرعان ما تنحسر، ويبقى الخوف من تقصير السلطة السياسية في معالجة الفساد والنهب والهدر، وهو ما حذر منه حاكم مصرف لبنان ولأول مرة من تباطؤ الحكومة في معالجة الأزمة المالية الخطيرة!

أما التلويح بـ «اختراع مصطلح النأي بالنفس» لجعل لبنان في دائرة «التطبيع» حيال القضية الفلسطينية واحتلال مزارع شبعا وكفرشوبا واليوم قضية إهداء الجولان السوري إلى دولة الاغتصاب وهو أمر خطير جداً، فذلك لن يكون، والنأي بالنفس يمكن أن يكون في الاصطفافات الاختلافية والصراعات الإقليمية والدولية بين الدول والجماعات، ولا يكون أبداً مع العدو الغاصب، ضناً باستقلالنا ومصلحة لبنان العليا. 

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2019/03/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد