آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
منى صفوان
عن الكاتب :
باحثة وكاتبة يمنية

اليمن إضافة لمحور المقاومة.. وستضعف الدعم السعودي لليهمنة الإسرائيلية على البحر الأحمر

 

منى صفوان

 في زمن اللهث الرسمي خلف التطبيع مع إسرائيل، تصر الشعوب العربية على مواصلة الانفصال والانقلاب والاختلاف مع وجهة القرار الرسمي، حيث أصبح التطبيع وجهة  نظر.
 فيراد للتطبيع أن يصبح هو المعتاد، ويتم الهجوم على كل مناهضي التطبيع ، باعتبارهم مجرد مزايدين ، لم يقدموا شيئا للقضية.
وهانحن نرى المزاد والمزايدة لبيع الأرض، ومباركة القمم العربية  للبيعة، ووسط هذا المشهد يبرز اليمن المتمرد على القرار الرسمي العربي، والقرار الرسمي اليمني.
لقد تم انتزاع اعتراف اليمن بإسرائيل ، بأشكال متعددة ، ولأن القرار الرسمي اليمني مختطف، فان هذا الإعتراف والتطبيع اليمني،  لا يعترف به الشعب اليمني، لذلك تم الهجوم الشعبي، على حركة وزير الخارجية في حكومة هادي حين جالس نتنياهو.
 فحرب اليمن ليست حربا محلية، أو مجرد صراع على السلطة بين الفصائل اليمنية، إنها حرب دولية، بأذرع إقليمية، ولم تعد مشاركة إسرائيل فيها سرا، بل إنها تفاخر بذلك، وتعلن التحدي.
 إسرائيل تعلن أنها تشارك فعليا في الحرب والتخطيط، وفي غرفة العمليات في الرياض، وشراء المرتزقة للحرب في اليمن، وخصوصا في الساحل الغربي على ضفة البحر الأحمر العربية، وتعمل مع السعودية على تأمين طموح حدودها البحرية، التي تمتد إلى ساحل اليمن، حيث يقاتل هناك  الجيش اليمني وجماعة أنصار الله الحوثية بشراسة، لقطع يد هذا المخطط.
هناك تغرق  طموحات  وأطماع المعسكر الغربي بالاستيلاء على مواقع اليمن الحيوية والاستراتيجية، برفض التسليم السياسي، أو الاستسلام العسكري، من قبل سلطة صنعاء، التي لا تفرط بما تحت أقدامها على الأرض، ولا بالأهداف بعيدة المدى .
 هذه المقاومة لاتعد فقط مشروعا وطنيا لحفظ سيادة اليمن واستقلاله، بل جزء من مشروع  عربي- وإسلامي، تتم محاربته، لأنه يواجه  المشروع الغربي الذي يطمح لتمكين إسرائيل من باقي مفاصل المنطقة العربية.
 وظهور السفير البريطاني والأمريكي في عدن جنوب اليمن، ليس إلا إعلان تواجد،  لذلك تبعمها ظهور السفير الروسي لإعلان تحدي، في مشهد يغيب فيه اليمن الرسمي، ويحضر فيه  اليمن الشعبي ، وهو الأقوى والأكثر تأثيرا.
إننا  نرى أمام أعيننا مشروع تهويد القدس، والجولان ، ومواصلة التعسف الإسرائيلي دون وجود أي رد فعل عربي حازم، وبنفس الطريقة  يظهر تسليم اليمن للمشروع الغربي الاستعماري، وتمكين إسرائيل من البحر الأحمر، والجزر والمواقع الاستراتيجية في اليمن بواجهة السعودية والإمارات .
وأصبح الإعلام العربي الذي اشترته السعودية، يحارب من يقاوم ، ويبرر التطبيع مع إسرائيل، التي لا تريد تكرار إغلاق مضيق تيران وباب المندب في حرب السبعينيات والستينيات ،لذلك تستعين بالسعودية مرة أخرى، لتحييد تيران شمال البحر الأحمر، والسيطرة على جنوب البحر الأحمر.
هنا تظهر أهمية اليمن في مواجهة العدوان السعودي، واشغال الداعم الأكبر لإسرائيل، بل وتحويل السعودية من موقع المعتدي إلى موقع المدافع،فيقدم اليمن بذلك إضافة نوعية لمحور المقاومة، لأنه لولا السعودية، لما بقيت إسرائيل، كما قال ترامب.
ولأنه لم يعد للقضية الفلسطينية-العربية إلا سكين الشهيد أبو ليلى ورفاقه الأبطال، وروح لا تكسر، وصواريخ تصنع محليا تصل إلى تل ابيب، فان اليمن هو الذراع الجديدة، في جسد المقاومة.
 إضافة مهمة  لمحور يعيش أسوأ فترات التشوية والتضليل،
 وهو يواجه مد التطبيع العربي، ليقف اليمن ويقول أنا هنا معكم، وأرفض التطبيع وصفقة القرن، وتهويد القدس، يقول هذا بالفعل، بقطع يد وطموح إسرائيل في بوابة البحر الأحمر، حيث كانت إسرائيل تطمح منذ منتصف القرن المنصرم لإحكام السيطرة على ضفتي البحر الأحمر، وبوابته الشمالية والجنوبية، وهو المشروع الذي تصدت له مصر في الستينات في اليمن بقيادة جمال عبد الناصر.
ولكن عبد الناصر الذي أخرج بريطانيا وحليفتها السعودية من اليمن، وبالتالي انهى طموح إسرائيل في البحر الأحمر، تم التآمر عليه لهزيمته في اليمن، التي تعيد الآن حرب الاستقلال دون دعم عربي رسمي.
إن قرار اليمن الرسمي مختطف، من قبل سلطة موالية للمملكة السعودية، والموقف الرسمي المطبع،  لا يعبر عن القرار والرأي الشعبي.
إن قرار اليمن تمثله السلطة في صنعاء،  ممثلة بأنصار الله، التي لم تنل الإعتراف الرسمي بها كسلطة موازية.
لكنها تمثل وتعبر عن الشعب اليمني، وبرغم عدم الاعتراف الدولي إلا أنها فرضت نفسها في دائرة الحدث، وقدمت اليمن بصورة اقوى، وكلاعب سياسي مهم، ورقم صعب، وإضافة نوعية للمشروع العربي المقاوم للاستعمار والمشروع الغربي الإسرائيلي، بالفعل والاثبات العملي وليس بالشعارات.
 

أضيف بتاريخ :2019/04/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد