التقارير

تقرير خاص: #ليبيا.. الفريسة الجديدة لـ #السعودية


رائد الماجد

تتصاعد الأحداث الدموية في ليبيا ما اضطر الأمم المتحدة لإعلان نزوح أكثر من 2200 شخص من مناطق الاشتباكات وذلك بمحيط العاصمة الليبية طرابلس.

بالتوازي مع ذلك، وبالعودة للأسباب الرئيسية للحملة، كشف مصدر رفيع المستوى في المجلس الرئاسي الليبي أن الحملة التي يشنها خليفة حفتر على طرابلس كانت بتعليمات وأوامر من السعودية، والهدف منها السيطرة على العاصمة وإسقاط حكومة فايز السراج المعترف بها دولياً.

المصدر الذي كشف تلك المعلومة، كان قد زار السعودية للمرة الأولى قبل أيام واستقبله الملك سلمان بشكل رسمي ثم ولي العهد، وعاد إلى ليبيا واتخذ قراره بإطلاق العملية العسكرية بعدما تلقي دعما ماليا كبيراً من الرياض لتنفيذها.

كما زار الرياض قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر قد زار الرياض أواخر الشهر الماضي، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما استقبل الملك بنفس اليوم حفتر وبحثا تطور الأحداث في الساحة الليبية و"الجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار في هذا البلد"، فيما رأى متابعون في الزيارة سعي من حفتر للحصول على موافقة الرياض على تحركاته العسكرية، إلى جانب مباركة مصر والإمارات ودول غربية أخرى مثل فرنسا.

وما يؤكد ضلوع السعودية في تلك المعركة أيضاً، ما ورد بصحيفة نيويورك تايمز التي دعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعمل لوقف الدعم للواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا من قبل مصر والسعودية والإمارات ودول أخرى. 

وإعلامياً، اعتبر الصحافي اليمني عبدالجبار عوض الجريري بأن المملكة السعودية ودولة الإمارات تتآمران على ليبيا لأن نفطها أجود نفط على مستوى العالم، ولديها ليبيا مخزون هائل من النفط.

فليبيا تعتبر دولة بكر في ما يتعلق بثرواتها وحجم المساحة البيضاء لذلك يسعون للسطو عليها، في ظل أزمة النفط التي تعاني منها السعودية والتي تعمقت بعد فشل حملتها على اليمن والحرب على سورية بالتزامن مع ازدياد مطالب ترامب وحاجته لملايين الدولارات من الجيبة السعودية لإرساء الدعم الذي يقدمه لابن سلمان خاصة بعد حادثة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده باسطنبول وثبوت ضلوع ولي العهد بتلك الجريمة.

كما أن ليبيا تمتلك أطول ساحل عربي على البحر الأبيض المتوسط يصل إلى 1850 كلم، وتقترب جداً من أوروبا، وتُقطع المسافة بينها وبين السواحل الأوروبية في أقل من ساعة، تعدادها السكاني لا يزيد على 4 ملايين نسمة على مساحة ضخمة، هذا فضلا عن كونها دولة نفطية وغنية تنتج (أحلى) بترول في العالم قليل الكلفة سريع التكرير، إضافة إلى موقعها المتوسط بين مصر والسودان من جهة، وتونس والجزائر والمغرب من جهة أخرى، ما يتيح لها أن تكون نقطة اتصال بين أوروبا وإفريقيا وآسيا. ليبيا هي باب إفريقيا الواسع وجسرها نحو أوروبا، وهذه الميزة الاستراتيجة تجعل منها بقعة أرض مرغوبة من قبل الدول الداعمة لحفتر.

ونحن في هذا المقال لسنا بصدد الوقوف مع جهة ضد أخرى، بل للكشف عن الدور التخريبي الذي تقوم به الرجعية العربية في منطقتنا بنسخها السعودية والقطرية والإماراتية، في داخل الدول العربية والإسلامية الأخرى، فكم كم المؤسف أن تتحكم مشايخ وإمارات النفط في الخليج الفارسي بمصائر دول وشعوب في منطقتنا.

أضيف بتاريخ :2019/04/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد