التقارير

تقرير خاص: #روسيا و #السعودية.. خطوة للأمام وخطوة للخلف

 

محمد الفرج..

شهدت العلاقات الثنائية بين روسيا والسعودية خلال التاريخ الحديث تدهورا وصراع بسبب سياسات الأخيرة الخاطئة في الشرق الأوسط، واتخاذها من أمريكا حليفاً والسير على خطى واشنطن لتحقيق غاياتها التي تعد نداً لغايات روسيا وخاصة في الشرق الأوسط.

وصحيحٌ أنَّ الاتحاد السوفيتي كان أوَّلَ بلدٍ يعترف باستقلال السعودية التي أنشأها الملك عبد العزيز في عام 1926، لكنَّ ذلك لم يمنع القيادة السعودية من قطع العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي بعد ذلك بـ12 عاماً، وظلت كثير من الخلافات بين البلدين قائمةً لا سيما السياسيّة منها. 

ورغم محاولة البلدين التقارب من بعضهما إلا أن الرغبة في التعاون بينهما بقيت مجرَّد حبر على ورق نتيجةً للخلاف حول عديد من القضايا، وانعدام الثقة، والصور السلبية التي تشكَّلت في كلا البلدين عن البلد الآخر.

وبعد أن تحدَّث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن المجتمع الإسلامي برمته عن رؤيته للسياسة الأميركية المقبلة تجاه الشرق الأوسط، لم تعد روسيا تمثّل أي مصلحة للسعوديّة التي قرّرت، بشكل مُسبق، أن تبدأ فترة ركود في العلاقات بين البلدين.

ومع تولِّي الملك سلمان السلطة وتعزيز وضع ابنه محمد الذي أصبح وليَّ عَهْد المملكة في يونيو/حزيران من عام 2017، بدأت العلاقات الروسية السعودية بالانتقال تدريجيًّا إلى تعاونٍ أكثر لأن وليُّ العهد ما زال بحاجةٍ ماسَّة إلى انتصاراتٍ في السياسة الخارجية، وهو ما لم يتحقَّق بعدُ في سوريا أو اليمن أو المواجهة مع قطر، أو حتى في قضية استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الفاشلة. 

روسيا التي أصبحت إحدى الأطراف الرئيسة المؤثرة في الشرق الأوسط بعد بدء حملتها العسكرية في سوريا، يمكن للاتفاقيات معها أن تُسهم كثيرًا في تحقيق انتصارات ولي العهد في ملف السياسة الخارجيّة.

والوضع مشابه في حالة اليمن، ففي 2018 كثَّفت الرياض بشكل ملحوظ حوارها مع موسكو بحثًا عن سبل للخروج من الأزمة اليمنية. 

أمَّا بالنسبة للشأن السياسيّ في العلاقات الروسية السعودية، فربما تكون الرياض راضيةً عن وضعه الحالي، فصحيحٌ أنَّ موقف البلدين بشأن سوريا متعارضٌ تماما، لكنَّ تأثير القضية السورية في العلاقات الروسية السعودية أصبح أقلَّ بكثير في الآونة الأخيرة ممَّا كان عليه في السنوات الأولى من العملية العسكرية الروسية في سوريا. 

والأهداف السعودية حالياً تتمثل فقط بالبحث عن فرصٍ لإنهاء عقودٍ إيرانية مع روسيا عن طريق، فالرياض ليست مهتمَّة بالأسلحة الروسية طالما أن ترامب يبيعها، فالقضية بالنسبة للمملكة قضيّة سياسيّة فقط.

والأهداف الروسية حالياً تتمثل بإبعاد السعودية عن الولايات المتحدة أو على الأقل الحيلولة دون جعل الأولى تنفذ أوامر للأخيرة تضر بالمصالح الروسية.

فيما ما زال اهتمام الرياض بالحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن مستمرًّا؛ ولذلك فما زال يُنظَر إلى روسيا على أنَّها شريكٌ مؤقَّت للمملكة، ومع ذلك، يمكن قول الشيء نفسه عن رؤية موسكو للسعودية، وما إن تبتعت المملكة عن أمريكا فستكون فرصة تعاونها مع روسيا جاهزة.

أضيف بتاريخ :2019/05/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد