آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سالم بن أحمد سحاب
عن الكاتب :
أستاذ الرياضيات، جامعة الملك عبدالعزيز بجدة

تطوير التعليم العام: المعلم أولاً !


سالم بن أحمد سحاب

تطوير التعليم العام: المعلم أولاً !
‏أعلم يقيناً أن لدى معالي وزير التعليم أفكاراً كثيرة ‏يود تطبيقها في أرض الميدان خاصة التعليم العام، فهو تربوي ومفكر وميداني مخضرم. الأفكار كثيرة، لكن لا يُعلم إلى أي مدى هي صالحة للتطبيق في أرض الواقع طالما استمر الحال نفسه، والأنظمة نفسها والبيئة نفسها.

ومما جاء على لسانه فكرة المدارس المستقلة، والتي تنتشر في الولايات المتحدة، وهي ذات مستوى يفوق مستوى المدارس الحكومية جودة وأداء. خلاصة القول إن «الأفكار كثيرة» ولكن لا بد لها من بنية تحتية مناسبة تضمن لها النجاح إلى حد كبير. وإذا كان بالإمكان تطوير البيئة التعليمية المادية من حيث المباني والتجهيزات والتقنيات من خلال مزيد من الإنفاق المالي، وقد بات اليوم شحيحاً بعض الشيء بسبب ضوابط الميزانية وظروف تدني أسعار النفط، أقول إن أمكن تجاوز البيئة التعليمية، فكيف بالعامل الآخر، وهو المعلم.

أنتم يا معالي الوزير أعلم بحال المعلم في العموم. صحيح أن منهم الممتازين والمتفوقين والمهتمين والمخلصين لمهنتهم أيما إخلاص، بل هم عاشقون لها ومغرمون بها، لكن الأغلبية السائدة هم دون المأمول لمدارس مستقلة متفوقة. هم أولاً ضعاف من حيث التأهيل العلمي المجرد، وهو كلام لا أطلقه على عواهنه، وإنما من واقع خبرتي العملية والميدانية، فأنا أستاذ رياضيات أمارس التدريس الجامعي من 35 عاماً بعد نيل الدكتوراه.

وربما لجأ الوزير إلى اختيار أفضل المعلمين وأحسنهم أداءً للمدارس المستقلة، وفي ذلك إجحاف ببقية المدارس الحكومية إذ تُجرّد من خيرة معلميها. وثمة خيار آخر يكمن في استقدام معلمين من الخارج لهذه المدارس المستقلة، تُدفع لهم رواتب عالية فضلاً عن البدلات الأخرى التي تُقدم للسكن والتنقل وغيرها. إنها تكلفة مرتفعة مادياً ومجتمعياً، لأنها تعني مزيداً من البطالة في الداخل واستنزاف أموالنا إلى الخارج.

لست أملك حلاً، فالوزير أعلم بالحلول وأمامه كل البيانات متاحة، وخرائط الطرق متوفرة. لكني وددت التذكير بإشكالية واردة مقرونة باعتماد قفزات تطويرية عاجلة. ربما لم أقل جديداً، لكنها مجرد تذكرة، فالذكرى تنفع المصلحين والتربويين وأصحاب القرار.
إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت.


صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/03/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد