التقارير

​تقرير خاص: الهيبة #السعودية تُحرق وعطر الحجاز يتحول لدخان

 

محمد الفرج

تجتاح بين فترة وأخرى المظاهرات عدة دول عربية وغربية منددة بآخر قرار تتخذه المملكة السعودية الممثلة بالملك سلمان ونجله محمد، والتي تعكس رفض شعوب تلك الدول للسياسية السعودية حيال القضايا الإنسانية تارة، والسياسية تارة أخرى، وخلال اليومين الأخيرين وحدت المظاهرات غضبها ضد قرارات اتخذتها المملكة وأراقت دماء الأبرياء خارج وداخل الأراضي السعودية.

ليبيا:

تجمع عدد كبير من الليبيين أمام مقر السفارة السعودية في العاصمة طرابلس، منددين بالتدخل السياسي والديني والعسكري السعودي في ليبيا، رفع المتظاهرين شعارات ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واصفين إياه بومنشار في إشارة إلى قتل وتقطيع جثمان الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل السفارة السعودية في تركيا بالمنشار مرددين بقوة وغضب عبارات ”لا إله إلا الله بومنشار عدو الله”، ويأتي ذلك في أعقاب زيارة قام بها الجنرال خليفة حفتر إلى الرياض قبل هجومه المسلح على العاصمة طرابلس في الرابع من شهر أبريل، والتقى خلالها الملك سلمان وولي عهده وخرجت تسريبات عن ضوء أخضر سعودي للهجوم ووعد بالغطاء السياسي الدولي وتمويل المعركة ماديا وعسكريا وتسببت هذه العملية حتى الآن في مقتل المئات من المواطنين الليبيين ونزوح وتهجير عشرات الآلاف خوفا من الاشتباكات المستمرة.

بريطانيا:

نظم مجلس علماء الشيعة في أوروبا تظاهرة أمام مقر الحكومة البريطانية احتجاجاً على دعمها للملكة السعودية، وتغاضيها عن قطع رؤوس 37 بشخص وقتل الآلاف من اليمنيين، مطالبين الحكومة البريطانية وقف الدعم للملكة، ووقف بيع الأسلحة لها.

الهند:

قام عدد غفير من الشباب المسلمين في الهند بحرق صور الملك السعودي وابنه محمد، تعبيراً عن غضبهم من الدور السعودي الممهد لهيمنة الصهيونية العالمية على مقدرات الشعب الإسلامية في كل مكان.

وباتت هذه المظاهرات أشبه بحدث دوري كل شهر وكأن الملك ونجله اعتادا على الاحتجاجات ضدهما التي يأتي إلى جانبها التنديدات الدولية أيضاً وبشكل دوري، كون المملكة تفاجئنا كل شهر بقرار لا يمت للمسؤولية بصلة.

ولم تقتصر الاحتجاجات على القرارات السعودية فقط، بل حتى ترافق أي زيارة يقوم بها العاهل أو نجله لأي بلد، باحتجاجات من البيئة الشعبية فيه منددة بقدومه واصفين الزائر بالمجرم، وبرز ذلك جلياً في زيارة ولي العهد محمد بن سلمان إلى دول آسيا، فأخذت زيارته وجهاً آخر، فلم تعد بالنسبة للشعوب الإسلامية والعربية هذه الزيارة هي زيارة شخص قادم من بلاد الحرمين يحمل معه عطرا من أرض الحجاز ونفحات من نسيم الحرم، ولم تعد لدى الغرب زيارة مسؤول يحمل في حقائبه مشاريع اقتصادية ضخمة، بل صارت لدى الطرفين زيارة شخص غير مرغوب فيه شعبيا على الأقل.

بقليل من الخيارات الطائشة والقرارات الخاطئة والخطط المتهورة، وخلال سنوات قليلة، انقلب السحر على الساحر الذي كان هدفه أن يجعل من السعودية بلداً حضارياً من خلال انضمامه للركب الأمريكي وتقليده، ولكن هذا التقليد لم ير سوى الجانب السوداوي من المجتمع الأمريكي الممثل بعصابات المافيا والمجرمين وعلى رأسهم ترامب الذي بالطبع لن يصدر للمملكة أي ذرة تطور تكنولوجي ترقى بمستوى المملكة، فهو لا يريد ند له، بل يريدها تحت جناحه يسيرها حسب مصالحه.

أضيف بتاريخ :2019/05/05