محلية

د. #حمزة_الحسن عن سياسة #الرياض: الفشل السعودي هو تفريعٌ لفشل أمريكي

 

سلط الباحث والكاتب السياسي المعارض د.حمزة الحسن الضوء على نمط السياسة السعودية التي تتبعها في عدة ملفات إقليمية، مشيرة إلى حالة الفشل والإحباط السعودي في معظم حساباته.
وفي سلسلة تدوينات عبر حسابه "تويتر"، قال "الحسن" إن "حسب المتابعة الدقيقة، فإن معظم حسابات آل سعود السياسية لا تجري وفق مشتهياتهم وتوقعاتهم، سواء تعلّق الأمر بإيران واحتمالات الحرب ضدها؛ أو تعلق بقضية أنصار الله في اليمن الذين حققوا انجازات عسكرية وسياسية كبيرة مؤخراً، أو في قضية قطر، أو في موضوع صفقة القرن، وغيرها".

وأضاف: "بغض النظر عن مشروعية الموقف السياسي السعودي ومدى صوابيته الإخلاقية، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن دائماً: لماذا جرت التوقعات السعودية خلاف المشتهى والمُبتغى؟ أين يكمن الخلل؟ ولماذا يلفّ الإحباط نخب النظام السعودي وجمهوره؟ ولماذا “وين ما يضربها النظام عوجا”؟!".

وتابع بقول: "هذا السؤال مطروح بنسبة أقلّ بشأن الموقف الأمريكي والصهيوني، وليس الموقف السعودي فحسب؛ وإن كان الأخير معنيّ بالأمر أكثر من غيره، وله دوافع مختلفة، وأسباب تعود لطريقة التفكير السعودي وطريقة حساباته للأمور. وإلاّ فإن الفشل السعودي هو تفريعٌ لفشل أمريكي أكبر".

وأعرب عن اعتقاده بأن مشكلة آل سعود في حساباتهم التي تُبنى عليها مواقفهم، أكبر من أن يتم حصرها في عامل واحد. بل هناك بنية ذهنية وعقدية تجعل الرياض تنتكس في معظم خطواتها السياسية، إن لم يكن كلّها. حتى بات الفشل يتكرر كل شهر أو إثنين، مع تكرار نفس المواقف والخطاب والآمال المحطمة!

وأوضح "الحسن" أن "من الأسباب التي اعتدت ذكرها: حالة الإستعلاء السعودي، ما يجعل النظام غير قادر على تقدير قوة الخصم، والمبالغة في تقدير قوة الذات، في حين يفترض أن يحدث العكس من أجل استعداد أفضل. لكن هذه القاعدة غير ثابتة. فأحيانا تكون بحاجة إلى تقليل الخصم حتى لا ترعب، كما حدث في معركة بدر".

ولفت إلى قول الله سبحانه: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً؛ ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولا)، متابعا: "السعودي اليوم يقول بأن أمريكا وإسرائيل لا يمكن أن تُهزما مبالغة في القوة واستصغاراً للخصم. في حين أن الخصم يرى أن بإمكانه هزيمة الجمع، بصورة أو بأخرى؟".

"السعودي (آل سعود) يقول لك: أن الحوثي قادم من كهوف مرّان، جاهل، متخلّف، حافي القدمين، ليس لديه سوى أسلحة بدائية، ولا يمكن أن يقف أمام بطش الآلة الحربية الغربية، ودعم الدول بقواتها وأسلحتها. فمالذي جعل “العصابة الحوثية” تصمد وتنتصر على هؤلاء جميعاً غير هذا الإستعلاء والعنجهية؟".

وأردف أن "الإستعلاء يقود إلى خطأ في التقدير وعدم احتساب عناصر القوة لدى الخصم، كقدرته على “التحمّل” و”معنوياته” العالية التي يوفرها الإيمان بعدالة القضية وبنصر الله؛ وأن هذا “الجاهل” زعماً، يخوض حربه بعلميّة وبإبداع وبتطوير مستمر ومنهجية مختلفة (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)!".

ورأى أن "مشكلة الرياض ليست نقص المعلومة عن الخصم. إيرانياً كان أم يمنياً أم لبنانياً أم عراقياً أم سورياً… فأجهزة الإستخبارات الغربية تتوفر لديها معلومات “كافية”، وإن لم تكن “كاملة”.. وإذا كان هناك من خطأ في الحساب المادي، فلا يمكن أن ينتج دائماً هزائم متوالية كالتي نراها!".

وقال: "السعودي يقول لك: إيران تموت جوعا. إيران متخلفة. إيران ضعيفة. أمريكا تستطيع سحق إيران، وكذلك إسرائيل، و “نحن أيضاً” نستطيع تدمير طهران! فإذا لم يحدث ذلك، قيلَ تبريرا: هناك مؤامرة أمريكية/ إيرانية! أو مؤامرة إسرائيلية/ حزباللهية على مملكة الإيمان والتقوى المسعودة!".

لأن عقل السعودي (اقصد النظام طبعاً) لا يستطيع أن يتحمل حقيقة أن إسرائيل يمكن هزيمتها، فإذا هزمها حزب الله، قيل له: أنت لم تنتصر بل أنت المهزوم!؛ ثم يتطور الأمر إلى القول: حزب الله عميل إسرائيل!. وإيران لها ٤٠ عاما محاصرة أمريكيا وفي حالة شبه حرب تصبح عميلة أيضا لأمريكا!".
مضيفا: "أما السعودي الذي صنع الغرب حكمه، ولازال يحميه، فيصبح هو عنوان “السيادة والإستقلال”! لا يستطيع السعودي أن يتصور أن “رجال الدين” في إيران يمكن أن يبنوا دولة، متقدمة علمياً، وقوية عسكرياً، وتستطيع أن تواجه، وتتحدى الحصار، وتنتصر في معظم معاركها السياسية!".

وحسب "الحسن" فإن "السبب أن السعودي يقيس الآخر على نموذجه هو. فلديه مشايخ يشكو التخلف من تخلفهم! ويظن أنهم مثل جماعته “القصمان” مشايخ المؤسسة الوهابية! هو يظن أن “أنصار الله” نسخة من داعش! فكان أن هزموه سياسيا وأخلاقيا وفي الميدان أيضاً! هؤلاء علميون مبدعون محنكون وفي النهاية: "منتصرون"!".

وبين أن "آل سعود يعتقدون ـ كما دوائر غربية ـ أن الدين/ الإسلام بالذات/ يناقض العلم. ولا يمكن لمعمم أن يقود نهضة علمية. إيران تثبت العكس يومياً وبالأدلة وفي مجالات متعددة. ولكن السعودي والنخب السعودية مصرّة على موقفها، بأن السعودية متقدمة، وأن إيران متخلفة (عنزة ولو طارت)!".

وقال: "أفهم أن آل سعود لا يريدون أن يعترفوا بقدرة للخصم أو انجاز يحققه. ولكن أن “تضحك” على جمهورك الغبي وتزيد في استغفاله.. شيء. وأن تصدّق الكذبة التي اخترعتها وتبني سياساتك عليها.. شيء آخر! لا يمكن لآل سعود رؤية الحقيقة كما هي. ولا يمكنهم تشكيل صورة عن الخصم صحيحة بعيدة عن التنميط!".

وأضاف: "الحالة الرغبوية أصابت الرياض في مقتل. ما يتمناه آل سعود ومثقفوهم يكتبونه ويروجونه على أنه حقيقة. في كثير من الأحيان يعلنون عن أحداث لم تقع، على أساس أنها ستقع حتما (احتلال صنعاء أو الحديدة مثلاً/ أو حتمية الحرب على إيران/ أو هزيمة الحكم في العراق على يد ابنتهم داعش/ وفاة قطر)!".

ولذلك، رأى الباحث السياسي المعارض أن "مشكلة آل سعود أكبر من أن تُعالج. هناك حاجة إلى إعادة صياغة الذهنية المسعودة عامة، وتنقيتها من الإستعلاء والحالة الرغبوية والأحقاد العمياء (الطائفية). فهذه موانع للتفكير الصحيح، وهي آفات غير قابلة للإصلاح في المدى المنظور. ولهذا فهزائمهم ستستمر ـ إن شاء الله!"، بحسب قوله.

وأردف أنه "لو تمت معالجة الذهنية السعودية، ولو افترضنا تمتع آل سعود بعُشر الحس الوطني والاستقلال، لاكتشفوا ربما أنهم بحاجة إلى أربعة عقود من العمل المتواصل والمنهجي ليصلوا إلى المستوى الذي عليه إيران اليوم من التقدم العلمي. لكن لا عتب على النائم ولا على المجنون ولا على صبي “البلايستيشن”!".

وقال إنه "من حسن الحظ ـ أو من سوئه ـ أن آل سعود مندفعون في ذات المنهج الضال الأعمى الذي هم عليه، كالثور الهائج، وهم يعتقدون أنهم في الطريق الصحيح. وهذا العمى لا يصنع دولة، ولا حتى مزرعة بقر. وفي ظني فإن هذه المزرعة سوف تصل إلى نهايتها المحتومة، وإنْ طال السرى."

"ومن حسن الحظ أو من سوئه، فإن النخبة النجدية التي تُنَظّر لآل سعود مصابة هي الأخرى بذات الأمراض (تركي الحمد نموذجا) ففقدت القدرة على التنظير لإخراج النظام من مأزقه. بل أن الجمهور المسعود الموالي هو أيضاً ـ كما يعلم المغردون ـ تستوطن في جوفه كافة الأمراض التي ذكرتها بحق النظام!".

وأوضح "الحسن" قائلا: "اليوم.. نحن على أعتاب نصر يمني يتمظهر شيئاً فشيئاً. قلت سابقاً: ان آل سعود هُزموا في اليمن ولم يحققوا شيئاً، لكنهم لم يعترفوا بالهزيمة. أظنّ أننا نتجه ـ وربما سريعاً ـ لنصر مادي ظاهر لا يستطيع آل سعود إخفاءه ولا تبريره بـ “سعودية عظمى” أو “طويق” أو “فوق هام السحاب”!".

واختتم بقول: "النكسة التي استمرت لآل سعود مع العراق أو سوريا أو لبنان أو قطر أو إيران، سيُضاف إليها عار فلسطين وصفقة القرن التي ماتت قبل أن تولد"، متابعاً: "وستجدون أمامكم في وقت ليس ببعيد كيف تخسر الرياض دولاً أخرى قررت القفز من المركب السعودي الغارق. هو زمن الهزيمة السعودي بحق!".

أضيف بتاريخ :2019/06/07

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد